Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سيدة هنا.. وسيدة هناك!

أحد الأصدقاء الأعزاء أرسل لي رابطًا عن خبر نُشر قبل 9 أشهر تقريبًا بعنوان (رئيس الخطوط الكوريَّة الجنوبيَّة يجبر ابنته على الاعتذار)، قائلاً آسف! لم أحسن تربيتها!

A A

أحد الأصدقاء الأعزاء أرسل لي رابطًا عن خبر نُشر قبل 9 أشهر تقريبًا بعنوان (رئيس الخطوط الكوريَّة الجنوبيَّة يجبر ابنته على الاعتذار)، قائلاً آسف! لم أحسن تربيتها! المشكلة أن الابنة أخَّرت إحدى الرحلات التي كانت عليها لمدة 11 دقيقة بسبب مشادة بينها وإحدى المضيفات انتهت بما يُعدُّ إهانة للمضيفة. وممَّا زاد الطين بِلة أن الابنة (المدلعة) تشو أمرت قائد الطائرة بالعودة، وقد أوشكت على الإقلاع.
طبعًا لم ينتهِ الأمر هنا، بل حُكم عليها بالسجن مدة عام بتهمة تعطيل قوانين الطيران المدني، بالرغم من تقديمها 6 اعتذارات للمحكمة. تذكرت هذه الحادثة وأنا أقرأ ما نشرته إحدى الصحف الإلكترونيَّة السعوديَّة عن المدام التي عطلت رحلة الرياض - جدة لأكثر من ربع ساعة؛ لأن سيادتها كانت في قاعة كبار الشخصيَّات، ولا بأس من تأخير الرحلة لأنها قريبة أحد كبار المسؤولين في ناقلة وطنيَّة.
وأعتقد أن الوهم سيكون سيد الموقف لو ظنَّ أحدنا أن المدام ستنال أيَّ قدر من التوبيخ، فضلاً عن العقوبة! والسبب هو ثقافتنا السائدة التي تعتبر الاعتذار نوعًا من الإهانة البالغة مع أنَّه تصرف حضاري رفيع ولغة إنسانية راقية.
لكن قليل أولئك الذين يفهمون اليوم في قاموس التحضر! هؤلاء لا يفهمون عادة إلاَّ لغة الاستعلاء وتضخم الذات، وهم يشعرون بأن المنصب وسيلة لبلوغ غاية لا لتقديم خدمة، وأمّا الغاية فهم بها أعلم.
ليس مهمًّا من فعلها، إنما المهم أن نتعلم الدرس، وأن لا يستمر التمادي في هذا الضرب من الممارسات غير الصحيَّة وغير اللائقة، فليس من سبب يدعو إلى تأخير رحلة على وشك الإقلاع إلاَّ بعطل فني أو داعٍ أمني، وإنما الأصل أن تقلع الطائرة بمن حضر. أمَّا الآخرون المتأخرون فيمكنهم ركوب طائرة أخرى في موعد لاحق، وهو ما يحدث عند تأخر أي راكب عن أي رحلة في العالم.
لا بدّ أن يستشعر المسؤول أنّه مؤتمن على مرفق أو خدمة، وأنه لا بدّ أن يكون قدوة ينظر إليه الناس بإيجابيّة، وأن هذا هو واجبه الذي ارتضاه مع الوظيفة، بل هو جزء من توصيفه الوظيفي لا منَّة منه ولا فضل.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store