Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ماذا يفعل السائحون السعوديون في العيد؟!

كثيرة هي النظرات حول ما يقوم به السائحون السعوديون في الخارج، فكتابات تنحو حول أنعتاقهم من السائد الثقافي الموغل في المحافظة، ولذا فهم أكثر المصفقين في المسارح، وأكثر (المبخششين) على طاولات الكازينوهات! وكتابات تنحو حول الرغبة في التجديد والتعرف على ما هو جميل ومسلٍ، ويؤكدون ذلك بتواجدهم الملحوظ في المتاحف العالمية، والمطاعم المشهورة، والأسواق الكبرى، وصورهم عند الآثار التاريخية! وطائفة ثالثة تقول إنه الهروب من الواقع الحضاري، المتمثل في سوء أماكن التمشية، وغلاء الأسعار الفاحش، وضعف برامج العوائل بعد غلواء المعاناة والدراسة.

A A

كثيرة هي النظرات حول ما يقوم به السائحون السعوديون في الخارج، فكتابات تنحو حول أنعتاقهم من السائد الثقافي الموغل في المحافظة، ولذا فهم أكثر المصفقين في المسارح، وأكثر (المبخششين) على طاولات الكازينوهات! وكتابات تنحو حول الرغبة في التجديد والتعرف على ما هو جميل ومسلٍ، ويؤكدون ذلك بتواجدهم الملحوظ في المتاحف العالمية، والمطاعم المشهورة، والأسواق الكبرى، وصورهم عند الآثار التاريخية! وطائفة ثالثة تقول إنه الهروب من الواقع الحضاري، المتمثل في سوء أماكن التمشية، وغلاء الأسعار الفاحش، وضعف برامج العوائل بعد غلواء المعاناة والدراسة. وأيًَّا صحت بعض النظريات، إلا أنه قد نجد خليطًا من هذا وهذا وذاك، ولكنه بطبيعة الحال لا يمثل كل الصورة عن السياح السعوديين. الكاتبة الأمريكية (ليساوِن) والتي عاشت مع والدها في السعودية عدة سنوات، قدمت دراسة ماتعة ومفيدة حديثة موَّل البحث الميداني فيها (مركز البحوث الأمريكية في مصر) بعنوان: (سياحة الليل.. سياحة النهار.. الخليجيون والأوروبيون في مصر). في الفصل الخامس من الكتاب الذي اشترطت فيه المؤلفة أن تعرض وجهات النظر بإنصاف، قالت بعد فقرة مهمة فيه (السياحة العربية من منظور سعودي): “إن الصورة النمطية الشائعة السائدة بين المصريين هي أن الخليجيين يأتون إلى القاهرة لينأوا بأنفسهم عن ثقافتهم وحضارتهم. هذا يصدق ضمن حدود ضيقة”. إن هذه النتيجة التي توصلت إليها الكاتبة الأمريكية (ليساوِن)، جمعت بين معرفتها بالواقع السعودي جيدًا، وكذا طبيعة المجتمع المصري، وفوق هذا أن النتيجة خرجت بعد نظام بحثي أكاديمي دقيق. إنه رغم عوامل التأثير الفضائي التغريبي على المجتمع السعودي بالأخص، إلا أن ثمة وعيًا جيدًا عن خطورة تقبل الانفتاح المفرط والموغل في التساهل، ونتيجة الدراسة خير شاهد. ونتمنى أن تستمر حالة الوعي هذه بدرجة ممتازة، إلا أن الشر وأربابه لا يستكينون على حال (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الجِبَالُ) إبراهيم: ٤٦. وإني وإن كنت مستبشرًا بنتائج الباحثة الأمريكية، إلا أنني لا أود أن أبدو متفائلًا لدرجة السذاجة، فأنا ما زلت على يقين أن من يملك أدوات الحِراك المدني (الإعلام، منابر التعليم والتوجيه، ...)، هو الذي يقيس على وجه الدقة مدى وصوله للهدف من عدمه، لأن القناعات مهما كانت عظيمة فهي قابلة للذوبان في عقل ووجدان أصحابها متى ما وجدت بيئة تنافس بقوة، أو بإغراء جاذب، واللبيب تكفيه الإشارة! Ali@4shbab.net

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store