مجتمعنا هو الأحرص في العالم على السؤال عن خاطب الفتاة، والتحرّي عنه قبل الموافقة عليه ومباركة القِران، أو رفضه المشفوع بالاعتذار!.
ورغم ذلك، فإنّ نسبة الطلاق لدينا كبيرة، والظلم الواقع على الفتاة ممّن نجح بأعلى الدرجات في امتحان السؤال عند خطبتها ملموس بكثرة، فأين الخلل؟ هل هو في السؤال؟ طبعاً لا، فلا يوجد وليّ أمر تُطوّع له نفسُه تزويج من تولّى ولايتها بلا سؤال عن الشخص الذي سيُفضي إليها ويُشاركها الحياة!.
أعتقد أنّ الخلل يكمن في آلية ومكان الامتحان المُخصّص للسؤال، فالوليّ في الغالب يسأل عن الخاطب إمّا في مقرّ عمله بين زملائه، وبعض هؤلاء قد تغلب عليهم حميّة المجاملة فيجعلونه ملاكاً، حتى أنّ من يُسأل قد يُفشي للخاطب خبر السؤال عنه ويطالبه بالعشاء نظير خدمة الثناء عليه، وقد تغلب عليهم حميّة قول الزور والحسد والتنافس الوظيفي فيجعلونه إبليس زمانه وأكبر الأشرار!.
وإن سُئل عن الخاطب وسط جيرانه وفي المسجد فهم مصدر معلومات مضروب، فلم يعد الجار عارفاً بجاره، ولا المُصلّي مُلِمّاً بتفاصيل حياة من يُصلّي بجانبه مثل زمان!.
والسؤال هكذا قد لا يُجاب عليه بأمانة، وهو أشبه بسؤال بائع البطّيخ عن لونه من الداخل وحلاوته دون تقطيعه وتذوّقه، هل يُجيب البائع بالحقّ؟ بل هل يعرف الجواب أصلاً؟.
طيب، ألا يوجد بديل؟ يوجد وإن بدا غريباً، ففي الخارج توجد مكاتب تحرٍّ مُرخّصة، ويمكن الاستفادة من فكرتها وإنشاء مكاتب أهلية موثوقة، ومعتمدة من جهات رسمية ومتعاونة معها، وتتحرّى مقابل رسوم مالية عن الخاطبين، فرُبّ رسوم تُدفع للإجابة الأمينة عن السؤال الأهم في حياة الفتاة تكون سبباً لتجنيبها ظلم زوجٍ يظهر كالحَمْل الوديع وهو في الحقيقة وحش ضاري!.
أهمّ سؤال لحياة الفتاة السعودية !!
تاريخ النشر: 07 أكتوبر 2016 22:14 KSA
مجتمعنا هو الأحرص في العالم على السؤال عن خاطب الفتاة، والتحرّي عنه قبل الموافقة عليه ومباركة القِران، أو رفضه المشفوع بالاعتذار!.
A A