Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الصدام النووي المحتمل

تعالت النبرة التهديدية في الخطاب اللادبلوماسي بين قطبي العالم النوويين الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد الروسي ، بسبب تفاقم التدخلات المفروضة غلاباً من قبلهما على الأرض السورية خارج أعراف ما يسمى

A A
تعالت النبرة التهديدية في الخطاب اللادبلوماسي بين قطبي العالم النوويين الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد الروسي ، بسبب تفاقم التدخلات المفروضة غلاباً من قبلهما على الأرض السورية خارج أعراف ما يسمى بـ «القانون الدولي» ومبدأ سيادة الدول وخارج إطار حقوق الشعوب في تقرير المصير إلى آخر ما هنالك من دجل سياسي وأكاذيب أممية ، وبعيداً عن قرارات مجلس الأمن - فاقد الموثوقية - تعالت بما لا تبشر بخير أبداً ، فبعد أن كان الطرفان يتحدثان عن التنسيق في ضرب «الإرهاب» تحول الطرف الروسي وأعلن عن أنه قد آن الأوان لاستجلاب قواته الأرضية المدججة بشتى أنواع الأسلحة المتطورة لتبقى بالشام على المدى الطويل.
روسيا التي تسعى الى استرداد مكانتها وهيبتها الدولية السابقة هددت بوقف تعاونها النووي مع الولايات المتحدة الأمريكية كردة فعل على تعليق واشنطن التفاوض مع موسكو بخصوص الهدنة بحلب ، المتحدث الرسمي لوزير الخارجية الروسي ماريا زاكاروفا أصدرت تهديداً صريحاً لواشنطن السبت المنصرم ( إن أي تحرك أمريكي لمهاجمة الجيش السوري بشكل متعمد يمكن أن يتسبب في حرب شاملة وسيحدث تغيرات عظمى في سوريا وفي بقية بلاد الشرق الأوسط )،الأمر الذي أثار توجس العالم من احتمالية نشوب حرب نووية محتملة بين الطرفين تكون ساحتها عالمنا العربي الإسلامي.
قد يصعب على المرء تصور نشوب حرب عالمية بأسلحة الدمار الشامل بين الطرفين تهلك الحرث والنسل وتقتل مئات الألوف أوحتى الملايين من بني البشر و المخلوقات الحيوانية والنباتية دفعة واحدة وفي طرفة عين هذا ناهيك عن تدمير البنية التحتية للبلاد والمدن المستهدفة والعودة بالتمدن الحضاري لكثير من دول المنطقة لقرون خلت من الزمان. كلا الطرفين يريد أن يجعل من سوريا والجوار ساحة تجريب للأجيال الجديدة من الأسلحة النووية ، لولا وجود عقبة كبرى تحول دون ذلك ، ألا وهي وجود الكيان الصهيوني في المنطقة و كفى بذلك رادعاً عند القوم ، غير أن التاريخ يعلمنا أن الحروب الكبرى قد تندلع بسبب غير متوقع كما حصل في الحرب العالمية الأولى سنة 1914 عندما قام طالب صربي باغتيال وليّ عهد النّمسا فرانز فرديناند مع زوجته، خلال زيارتهما لسراييفو ، فقامت النّمسا بإعلان الحرب على صربيا، وقامت روسيا بإعلان الحرب على النّمسا مناصرة لصربيا ، وقامت ألمانيا بإعلان الحرب على روسيا. وقد أثبت التاريخ بأنه قد يعيد نفسه إنما بصور مختلفة تتوافق أكثر بظروف العصر.
يرى البعض أن احتمالية حدوث ذلك سيكون أعلى بكثير فيما لو فاز المرشح الأمريكي دونالد ترمب بالرئاسة فهو قليل الخبرة في الشؤون الخارجية كما أنه شديد العداوة للإسلام والمسلمين ، ومن المؤكد أن الرئيس الحالي باراك أوباما لا يريد أن يختم فترته الرئاسية الثانية والتي لم يتبقَّ منها سوى شهرين أو ثلاثة بحرب عالمية طاحنة.
لا يعلم سوى الله إن كانت ستشب تلك الحرب الأسوأ على مدار التاريخ البشري من حيث عنفها وأسلحتها والتي تهدد روسيا الغرب بالتنبه لمستجداتها كمثل صواريخ إس 101 التي لم يسمع بها أحد قبل إعلان روسيا عنها الخميس الماضي. الأسئلة التي تعتمد على منطقية هذا الطرح كثيرة جداً من أهمها مدى احتمالية تعرض بلد ما لها ، ولست أزعم أن لدي الإجابات على الأسئلة المتداخلة ولكن أن نتنبه دولاً وشعوباً لدراسة واستشفاف ما هو قادم ووضع التصورات لما يمكن أن يتخذ من تدابير لتقليص الأضرار قدر الإمكان. حفظ الله المملكة شعباً و قيادة من كل شر وبقية بلاد المسلمين.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store