Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عيد حساباتك

من الصعب على الكثير منا أن يعترف بأخطائه مهما كبرت أو صغرت، وكذلك الحال عن ما يقوم به من أفعال دائمًا نبحث عن مبررات، سواء منطقية أو غير منطقية لنقنع أنفسنا بأن ما نقوم به هو الصحيح!!

A A
من الصعب على الكثير منا أن يعترف بأخطائه مهما كبرت أو صغرت، وكذلك الحال عن ما يقوم به من أفعال دائمًا نبحث عن مبررات، سواء منطقية أو غير منطقية لنقنع أنفسنا بأن ما نقوم به هو الصحيح!! ولكن هيهات أن يكون ذك صحيحًا وإلا كنا جميعًا الأشخاص المثاليين المعصومين عن الخطأ والزلات، ومع هذا لا يمكن أن نكون من البشر، ولكن نحن بشر نصيب ونخطئ.
معظم الناس يدركون حقيقة الدورة الاقتصادية والأزمة، التي تمر بها الكرة الأرضية بمختلف أنحائها وهذه الأزمات هي التي تعطي المؤشرات إلى الوضع الحقيقي والواقع، الذي يجب أن نتعامل معه، ويجب إدراك أن الحياة الاقتصادية تغيراتها مستمرة، إذ يمر التطور الاقتصادي بمراحل من الازدهار ومن الانكماش وتسمى الدورات الاقتصادية، وهي ظاهرة ملازمة للنشاط الاقتصادي منذ عهد الأنبياء، وثمة مثال ورد في سورة يوسف من القرآن الكريم عن اقتصاد مصر في زمن سيدنا يوسف عليه السلام بدورة مدتها سبع سنوات من الخصب تعقبها سبع سنوات «عجاف».. ولكن مظاهر الدورات الاقتصادية غدت أكثر تعقيدًا منذ ظهور الثورة الصناعية في الغرب والشرق وأصبحت ظاهرة تلازم نظام السوق بوجه عام.
هي إذًا موجة عالية ومن يفطن لها يستطيع تجاوزها بإذن الله، والتجاوز ليس بالكلام وبالتنظير والتحليل فقط، وحكومة خادم الحرمين الشريفين بدأت بالإجراءات، التي تواكب هذه المرحلة وما تحتاج إليه من تعديل لبعض المسارات وتصحيح وتسوية لبعض الأنظمة، التي كانت تتلاءم مع مراحل سابقة من الدورة الاقتصادية وما تحتاج هذه المرحلة، وقليل منا بدأ التحرك بإيجابية نحو التعامل مع الدورة الاقتصادية في حياته الخاصة وبدأ يعيد حساباته ومصروفه ويتجه إلى ما يحتاجه فعلا وفق ما يجنيه، ويبتعد عن البذخ والإسراف غير المبرر (يعيش على قد لحافه).
بعض الناس كان ولا يزال يعيش متجاوزًا لكل مقاسات اللحاف فتجده يستدين لكي يقضي الإجازة في ربوع أوربا (بريستيج)، وآخر يستدين لكي يقيم حفل زفاف في أكبر القاعات للمناسبات ليكون حديث المجتمع عن هذا الزفاف، وآخر يستدين لكي يشتري سيارة فارهة ليظهر أمام المجتمع بصورة مناسبة، وبعد كل هذه المظاهر يقف عاجزًا أمام السداد ويشكو من الأزمات الاقتصادية ويشكك أو يبرر ليداري ضعفه ووضعه، أما آن الأوان أن نتخلى عن هذه المظاهر الخادعة والأعراف البائدة، التي أرهقت جيوبنا بدون وجه حق أعتقد هذا أوانها وإلا النتيجة واضحة.
#النجاح_استعداد_وفرصة
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store