اكسروا احتكار الاتصالات

شركات الاتصال في المملكة أكثر الشركات إثارة للجدل، وأكثرها عدم اهتمام بعملائها، وأكثرها تعرضًا لحملات المقاطعة منذ سنوات، وفي الأسبوع الماضي أطلق عملاء الاتصالات على مواقع التواصل الاجتماعي حملة احتجاجًا على تدني خدمات شركات الاتصالات وحجب العديد من الخدمات على الهواتف الذكية.
وهدفت الحملة إجبار شركات الاتصالات على تحسين جودة خدماتها وإعادة باقة الإنترنت اللا محدود، وتخفيض أسعار الباقات وإزالة الحظر عن تطبيقات الاتصال، ولكن مع الأسف لم تقم أي من الشركات بالإيضاح أو التعليق، فيما اكتفت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بإصدار بيان قالت فيه إن العروض الدائمة والترويجية التي يقدمها مقدمو خدمة الاتصالات في المملكة تخضع للأطر التنظيمية المعتمدة للهيئة.
وهذا يؤكد عدم الاهتمام بالعملاء أو متطلباتهم في سوق هو الأعلى في الشرق الأوسط يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت فيه ما يقارب عشرين مليون مستخدم حسب إحصائيات موقع إنترنت لايف ستيت، وهو ما يشكل أكثر من 60% من سكان المملكة يحتكره ثلاث شركات، بدلًا من أن تسمح هيئة الاتصالات لمشغلين جدد يستوعبهم السوق وخلق منافسة عادلة يستفيد منها المستخدمون وتكسر احتكار الشركات القائمة وتحكمها في أسعار الخدمات التي تعتبر من الأعلى في العالم، فالحلول محدودة في ظل احتكار السوق، مما يجعل المستهلك مجبرًا على التماشي مع قرارات الشركات.
يجب أن نعترف بأن جزءًا من مشكلاتنا الاقتصادية، يتمثل في تركنا الشركات والتجار يستغلونا دون أن تكون لنا ردة فعل توضح رفضنا لهذا الاستغلال، وعلى شركات الاتصالات أن تعرف أن الطريق إلى رضا العملاء لم يعد يمر عبر طريق الإعلام والرعايات والوكلاء بل على طريق تقديم خدمات مميزة، والتنافس على إرضائهم، وليس احتقارهم، لأنهم مصدر ربحهم.
وعلى هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، مراقبة أداء الشركات لحماية عملاء هذه الشركات من العروض التي تقدمها والتأكد من حقيقة هذه العروض، وأنها ليست من أجل استنزافهم.