Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

النهضة الألمانية واليابانية بعد الحرب العالمية «1»

أعادت الحرب العالميَّة الثانية، توزيع القوى في العالم كاملاً، فظهرت القوى العظمى الجديدة وهي: الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة، والاتِّحاد السوفييتي، وبداية الحرب الباردة، بالإضافة إلى تدمير بعض القوى ا

A A
أعادت الحرب العالميَّة الثانية، توزيع القوى في العالم كاملاً، فظهرت القوى العظمى الجديدة وهي: الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة، والاتِّحاد السوفييتي، وبداية الحرب الباردة، بالإضافة إلى تدمير بعض القوى العظمى في العالم، والتي كان على رأسها ألمانيا، واليابان اللتين أصيبتا بأبشع أنواع الخسائر والدَّمار بعد هذه الحرب البشعة. هاتان الدولتان لم تدفنا تحت التراب بعد الحرب العالميَّة الثانية، ولكنَّهما نهضتا من تحت الحطام والأنقاض؛ لتعودا إلى قمة الدول في العالم بأسره، في شتَّى المجالات المختلفة النتائج بعد الحرب العالميَّة الثانية، هي انقسام ألمانيا إلى ألمانيا الشرقيَّة -والتي عُرفت بالجمهوريَّة الألمانيَّة الديمقراطيَّة- التي تتبع النظام الشيوعي، والغربيَّة -والتي عُرفت بجمهوريَّة ألمانيا الاتحاديَّة- والتي كانت تتبع النظام الرأسمالي، واستمرَّ هذا الانقسام حتَّى عام 1990م بسقوط النظام الشيوعي في ألمانيا الشرقيَّة، واتِّحادها مع ألمانيا الغربيَّة.
بدأت عمليَّة إعمار ألمانيا بمشروع مارشال، والذي قام الجنرال الأمريكي جورج مارشال بوضعه لإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالميَّة الثانية، فقد قامت أمريكا بدعم أوروبا بحوالى 13 مليار دولار أمريكي، أيّ ما يقارب 130 مليار دولار أمريكي حاليًّا لإنعاش أوروبا بشكل عام، وألمانيا واليابان بشكل خاص. وقد كانت من أهداف هذا المشروع القضاء على الخطط السوفيتية في نشر الشيوعيَّة في أوروبا بعد الحرب العالميَّة الثانية؛ إذ ساد الفقر والجوع والكساد في مختلف دول أوروبا -وألمانيا على وجه التحديد- وهو ما خلق جوًّا ملائمًا لانتشار الشيوعيَّة في تلك المناطق، ومن أجل السيطرة على رؤوس الأموال في ألمانيا واليابان أيضًا، فقد كان لأصحاب رؤوس الأموال الأمريكان النصيب الأكبر في المشروعات التي أقيمت في ألمانيا واليابان، هذا على الرغم من كون الدعم الأمريكي هو الجزء الأصغر في عمليَّة إعادة الإعمار في ألمانيا، فقد كان الجزء الأكبر من الشعوب من خلال الضرائب التي فرضت عليهم.
بدأت ألمانيا شيئًا فشيئًا، وببطء باستعادة قوتها، فقد قامت برفع مستوى المعيشة للشعب الألماني، وتصدير البضائع المحليَّة إلى الخارج، والتقليل من مستويات البطالة، وزيادة إنتاج الغذاء المحلي، والتقليل من السوق السوداء أيضًا، وأمَّا السبب الرئيس وراء النهضة الألمانيَّة بعد الحرب العالميَّة الثانية فهو الثورة الصناعيَّة التي حصلت في ألمانيا في شتَّى المجالات، وخاصةً في الصناعات الثقيلة؛ إذ تحتلُّ ألمانيا بفضل تلك الثورة الريادة في العديد من الصناعات المختلفة على مستوى العالم في الوقت الحالي.. وبدأت تلك الثورة في الخمسينيَّات من القرن الماضي؛ ممّا أدَّى إلى تقليل نسب البطالة بشكلٍ كبيرٍ جدًّا، وتدفُّق العمالة التركيَّة إلى الأراضي الألمانيَّة كقوىً عاملة من أجل شغل الوظائف المختلفة في ألمانيا.
وللحديث بقية...
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة