Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

طريق السعادة

من الغريب أنه في الوقت الذي لا يختلف فيه اثنان على كون السعادة هي الهدف الأول والأهم للإنسان منذ أن خلق الله البشرية، إلا أنه من النادر الاتفاق على تعريف واحد لتلك السعادة وأسبابها.

A A
من الغريب أنه في الوقت الذي لا يختلف فيه اثنان على كون السعادة هي الهدف الأول والأهم للإنسان منذ أن خلق الله البشرية، إلا أنه من النادر الاتفاق على تعريف واحد لتلك السعادة وأسبابها. فالبعض يراها في الحب وآخرون في الصحة أو السلطة والجاه، ويراها آخرون في كثرة المال والبنين، بينما يردد كثيرون بأنها في الرضا والقناعة.
معظم الدراسات العلمية تربط بين السعادة والرفاه الذي يعيشه الانسان Well-being ويمنحه شعوراً إيجابياً يتراوح بين الرضا والابتهاج، وتكون أسبابه هي تلك المذكورة أعلاه كالمال والسلطة. وواقع الأمر فإن جميع تلك الأسباب قادرة فعلاً على منح الإنسان بعض السعادة، غير أنها قد تكون مصدراً لشقائه، فالحب مثلاً قد يكون أحد أكثر الأسباب المؤدية للتعاسة عندما يكون من طرف واحد أو مشعلاً للغيرة الزائدة، أو حتى عندما يأتي في الوقت الخطأ كما قال الشاعر فاروق جويدة:
حرام حرام .. وربي حرام
إذا جاءنا الحب بعد فوات الأوان
أما المال والبنون فهما كما قال تعالى «زينة الحياة الدنيا» إلا أنهما ليسا مصدراً للسعادة الحتمية، فكم من ثري يقتله الفراغ والاكتئاب، حيث يقول أبو العتاهية عن ذلك:
أرى الدنيا لمن هي في يديه
عذاباً كلما كثرت لديه
وكم ابناً عاقاً أذاق والديه ألوان القهر والكمد، وفي ذلك يقول أبو العلاء المعري:
أرى ولد الفتى ضرراً عليه
لقد سعد الذي أمسى عقيماً
أما شاهَدْتَ كلَّ أبي وليدٍ
يَؤُمُّ طَريقَ حَتْفٍ مُستَقيما؟
فإما أن يربيـــه عـــــــــدواً
وإمـا أن يخلفه يتيمـــــــــاً
وأخيراً فإن الرضا والقناعة قد تجلب لصاحبها بعض الطمأنينة، لكن من المبالغة القول أن بإمكانها جلب السعادة لمن جارت عليه الدنيا بأصناف قسوتها وجبروتها.
إحدى دراسات «علم السعادة» حددت سبع صفات للأشخاص السعداء وهي:
1- لديهم أصدقاء مقربون موثوقون.
2- لطفاء بطبيعتهم مراعون لمشاعر الآخرين.
3- يمارسون الرياضة بانتظام.
4- لديهم هواية محببة يمارسوها باستمتاع.
5-الروحانية: الأشخاص المتدينون أكثر سعادة.
6- يعرفون جيداً مزاياهم ونقاط قوتهم.
7-إيجابيون يتمتعون بالقناعة والتفاؤل.
وللكاتب فهد الأحمدي مقال بعنوان «19 نصيحة لحياة سعيدة»، استوقفتني 3 منها:
1- تزوج الشخص المناسب فهو يتسبب بـ 90% من سعادتك أو شقائك حتى نهاية العمر.
2- اعمل في مهنة تحبها وتستحق إفناء شبابك لأجلها.
3- لا تجلد ذاتك واغفر لنفسك وغيِّر أخطاء ماضيك.
خلاصة القول هي أن للسعادة متطلبات خارجية تستلزم العمل بجهد لنيلها وتحقيقها سواء كانت مادية أو وظيفية أو عاطفية. كما أن لها متطلبات داخلية ضرورية تنبع من داخل الانسان نفسه كحب الحياة والإيجابية والتفاؤل والنقاء من الحقد والحسد والضغينة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store