Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

التحلية ٢٠٣٠ اللهمَّ فاشهد!!

سألني أحدُهم عمَّا أتمنَّى تحقيقه في تحليةِ المياه المالحة، ضمن رؤيتنا الوطنيَّة ٢٠٣٠!.

A A
سألني أحدُهم عمَّا أتمنَّى تحقيقه في تحليةِ المياه المالحة، ضمن رؤيتنا الوطنيَّة ٢٠٣٠!.
وهو سؤال مهم، إذ لا غنى لنا عن مياه التحلية، مع مناخنا الجاف، وشُحِّ الأمطار، وانعدام الأنهار، والنضوب الكبير، والإهدار للمياه الجوفيَّة!.
والآن هو الوقت المناسب لطرح السؤال؛ لأنَّ الزمن المتبقِّى لإنجاز الرؤية، وإنْ بدَا كبيرًا لكنَّه قليلٌ لتحقيق ما أتمنَّاه، والذي يحتاج لسنوات كثيرة من التأسيس، وأخرى من الثبات!.
وما أتمنَّاه هو توطين صناعة التحلية، فنسبة توطينها متواضعة، والمفارقة هي أنَّنا أكبر مُنتِج لمياه التحلية في العالم، لكن بأجهزة ومعدَّات أغلبها مُستورد، وليست لدينا الثقافة، والبُنية الكافيتَيْن لتحويل معلوماتنا وأبحاثنا النظريَّة عن تقنية التحلية لصناعة محليَّة فعَّالة، وما زلنا نعتمدُ على الخارج، وقد حذَّرتُ من ذلك في مقال قديمٍ لي، فالاعتماد على الخارج، فيما يخصّ تصنيع أشياء أخرى يمكن التغاضي عنه، بما في ذلك السلاح، لكن الاعتماد على الخارج فيما يخصُّ الماء، الذي جعل الله منه كل شيء حيّ لا يمكن التغاضي عنه، والعالم اليوم يشهد تقلُّبات كثيرة، والدول الصديقة اليوم قد تكون عدوَّة غدًا، والتي تُورِّد لك اليوم ما تشاء من أجهزة، ومعدَّات قد تأبى توريدها غدًا، فضلاً عن غلائها، والبحار التي تمخر عبابها سفن نقل الأجهزة والمعدَّات آمنة اليوم، لكنَّها قد تكون غير ذلك غدًا؛ بسبب الحروب المتنامية، والصواريخ المعادية قد نُصِبت باتجاهنا لا باتجاه إسرائيل! وكلّ صاروخ يكفي لتدمير محطة تحلية لا قدَّر الله، فما العمل؟ هل نستمرُّ على اعتمادنا على الخارج لنموت عطشًا؟ أم نعتمد على أنفسنا ونُوطِّن صناعة التحلية كاملةً بكلِّ عناصرها بالمشاركة مع القطاع الخاص، والجهات المعنية مدعوَّة لتحقيق التوطين بسرعة واحترافيَّة، والتوطين خيار وحيد للحياة!.
ألا هلْ بلَّغت؟ اللهمَّ فاشهد!.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store