Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

في الاختبار السوري.. صعود الروس وأفول أمريكا!!

بعد الفيتو الروسي على المشروع الفرنسي الذي تم في الجلسة الطارئة لمجلس الأمن أعلن «بوتين» أنه الأقوى، وأنه الوحيد الذي يملك مفاتيح الحل في سوريا، وأنه أيضاً مُصرٌّ على دفن الشعب السوري داخل منازلهم

A A

بعد الفيتو الروسي على المشروع الفرنسي الذي تم في الجلسة الطارئة لمجلس الأمن أعلن «بوتين» أنه الأقوى، وأنه الوحيد الذي يملك مفاتيح الحل في سوريا، وأنه أيضاً مُصرٌّ على دفن الشعب السوري داخل منازلهم وفي المستشفيات وهم أحياء، وانتصرت الأربع الأيادي التي امتدت لتساند الفيتو الروسي على التسع الأيادي التي تعاطفت مع الشعب السوري وطالبت بوقف إطلاق النار، ولم تُحرِّك الدول ساكناً بعد إعلان الفيتو الروسي، فالكل تجرَّع مرارة الهزيمة أمام هذه الدولة التي باتت هي الأقوى بعد أن أضعفت مواقف الرئيس الأمريكي «أوباما» وتردادته الولايات المتحدة وكسرت شوكتها.
كانت الولايات المتحدة الأمريكية حسب تصريح مسؤول أمريكي، تريد رؤية «بوتين» وهو يخفق في سوريا، في محاولة لدفع موسكو للقبول بضرورة تنحي الأسد من منصبه كجزء من أي انتقال سياسي للسلطة، ولكن الأمور بدت بخلاف ما توقعت الإدارة الأمريكية، فسوريا يجري رسم خارطتها يوماً بعد يوم لتصبح ولاية روسية بدعم من النظام الذي فضّل أن يُهدي البلاد للروس طالما أنه غير قادر على استردادها.
وكما بدأ «أوباما» حكمه بتصريحات نارية أطلقها قبل عامين حيال معاقبة سوريا وضربها، عاد الآن ليختم ولايته بتصريحات أخرى تشبه كثيراً تلك التي بدأ بها ومن ثم تراجع عنها، وهذه المرة من «البنتاجون» الذي أعلن عن أن وزارة الدفاع الأمريكية تدرس خيارات تنفيذ ضربات محدودة سرية في سوريا تشمل قصف مدارج للقوات الجوية للنظام السوري باستخدام صواريخ كروز وصواريخ يتم إطلاقها من طائرات التحالف والسفن الأمريكية في البحر المتوسط، لكن موسكو وجَّهت لها تهديدات مباشرة حال أقدمت على ضرب قوات الدفاع الجوي السوري بأن منظوماتها الدفاعية في سوريا سوف تستهدف الصواريخ والطائرات الأمريكية، وأصبح من المهم أن نعرف بأن ميزان القوى بين القطبين قد تراجع، وأصبح الروس هم الطرف الأقوى في المعادلة.
ويجب علينا أن نعِي أبعاد الخطاب الذي ألقاه «نيكولاي بانكوف» نائب وزير الدفاع الروسي أمام مجلس الدوما الذي قال فيه: «إن بلاده تدرس إعادة حضورها العسكري بعيداً عن حدود روسيا»، فبعد أقل من أسبوع على هذا الخطاب الذي يحمل ذاك التوجه، نقلت صحيفة «إزفستيا» الروسية عن مصدر في الخارجية الروسية أنه تم التطرق أثناء المحادثات المصرية الروسية حول استثمار منشآت عسكرية، من ضمنها قاعدة جوية في مدينة «سيدي برّاني» شمال غرب مصر وقرب ساحل البحر الأبيض المتوسط، لاستخدامها كقاعدة عسكرية، وهو ما نفته القاهرة مؤخراً، وقد سبق أن كان لروسيا قاعدة بحرية في هذه المدينة حتى عام 1972م، وكان يستغلها الروس لمراقبة السفن الأمريكية، إلاّ أن الرئيس المصري الراحل أنور السادات أمر بطرد المستشارين الروس وإغلاق قاعدتهم قبل قيام حرب التحرير 1973م.
(بروستورايكا) عالمية، أي حركة إصلاح عالمية تقوم بها الكثير من الدول الحليفة للولايات المتحدة، تعيد النظر في هذه العلاقة، بعد أن لمست غيابا كاملا من قبل «أمريكا» عن الأحداث الدولية، وكذلك للسلبية التي تنتهجها، إذ لم يعد الحلفاء يركنون، أو حتى يُصدِّقون الوعود والتطمينات التي يطلقها الرئيس أوباما، أو حتى أعضاء إدارته.
فالروس قد هيمنوا على كل قارات العالم، وآخر من أدار ظهره للولايات المتحدة تركيا والفلبين اللتان توجد في أراضيهما قواعد أمريكية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store