Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

رفقاً بالبراعم الصغيرة

طرائق التدريس والعناية بالبراعم الصغيرة في مجالات التعليم تختلف من دولةٍ إلى أخرى؛ حسب رؤى الدولة لمنهجية التعليم التي تتبعها.

A A

طرائق التدريس والعناية بالبراعم الصغيرة في مجالات التعليم تختلف من دولةٍ إلى أخرى؛ حسب رؤى الدولة لمنهجية التعليم التي تتبعها. وقد حرصت دول العالم المتقدم أن تكون السنوات الأولى من برامجها التعليمية للفئات السنية الصغيرة تعتمد على طرائق التعليم بالترفيه، وجذب العقول الصغيرة للدراسة والمدرسة وإشباع يومهم الدراسي بالمرح واللهو البريء مع أقرانهم الصغار، والاستمتاع بالجو المدرسي الذي يربطهم كلياً بالمتعة واللعب والأنشطة التي تستنزف جزءاً من حركاتهم المفعمة بالنشاط والحيوية، مع ما يُصاحبها من اكتسابٍ معرفي وجرعات بسيطة من التوجيه والانضباط، وتعلُّم الأخلاقيات وفن التعامل مع الغير، وزرع الثقة والاحترام في نفوس الناشئة من أجل مستقبل واعد لهؤلاء الفتية الصغار.
كتب كثير من التربويين حول هذا الموضوع، وأجريت العديد من الدراسات عن طرائق التدريس للفئات السنية حديثة العهد بالمدارس، واهتمت بها العديد من الدول الرائدة في مجالات التعليم والتعلم مثل: اليابان وفنلندا، وأمريكا وغيرها من الدول التي قطعت شوطا كبيرا في هذا المضمار، واهتمت كثيرا بالقضايا التعليمية ودعائمها الأساسية من: معلمين، وإدارة، وخدمات مساندة، ودعم لوجستي مقدم من الجهات ذات المسؤولية المباشرة عن التعليم وقضاياه المختلفة.
قبل سنوات الطفرة، عندما كانت مواردنا المالية محدودة، كانت مدارسنا الابتدائية يتوافر فيها معظم وسائل الترفيه والأنشطة اللاصفية من ألعابٍ متعددة مثل: كرة القدم، والطائرة، والسلة، والتنس، وألعاب القوى مع توفر أجهزتها المختلفة، كما كان يوجد مسرح ومسابقات ثقافية، وغيرها من الأنشطة المسلّية والمهمة جدًّا في حياة طلاب هذه المرحلة بالغة الأهمية، والتي تُبنى عليها الدعائم الأساسية لخريجي هذه المرحلة الذين يؤمل عليهم بأن يكونوا قادة ورجال دولة فاعلين ومؤهلين تأهيلا عاليا، علميا، وسلوكيا، وتربويا، وترغّبهم في حب المدرسة والدراسة، وتنقل إليهم العلم والمعلومة بأسلوبٍ راقِ يمنعهم من التسرُّب، والانحراف، والبعد عن الدراسة منذ نعومة أظفارهم، والتخلص من كل ما يُدخل عليهم الكآبة، والملل، وكره المدرسة وهم في مستهل أعمارهم، ومما ينتج لنا جيل محبط، يمثل عبئا كبيرا على المجتمع، ويمثل حجر عثرة في طريق تنمية ونهضة هذا الوطن.
نعم لقد ركزت وزارة التعليم في فتراتها المتعاقبة على الجانب العلمي المعرفي المكثف في تعليم الطلاب بأساليب تربوية تعتمد على كثرة المعلومات، وتغافلت عن الجانب الترفيهي اللاصفي، وهو لا يقل أهمية عن الجانب النظري، وقد يفوقه في جانب الكسب المعرفي لدى البراعم الصغيرة، خاصة في السنوات العمرية الثلاث الأولى من المرحلة الدراسية، وهي مرحلة الإعداد والتكوين لهذه الفئات الناشئة.
حبذا لو أن وزارة التعليم في بلادنا تولي هذا الموضوع اهتمامها وتوفر جميع متطلبات وسائل الترفية للأنشطة اللاصفية في المدارس الابتدائية على وجه الخصوص، وبطرق أكثر جاذبية معتمدة على الترفية وإيصال المعلومة بسهولة ويسر بشكلٍ متوائم مع أذهان البراعم الصغيرة المفعمة بالحركة والنشاط والحيوية.
كلنا أمل ورجاء في أن تتحقق هذه الأمنيات عاجلاً، وبما يتماشى ورؤية البلاد 2030، مع دعائي للجميع بالتوفيق والسداد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store