Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مبتعثون يتهوّرون.. فيَقتلون!

ليس مهمًا الاسم، وإنما الفعل والممارسة!

A A
ليس مهمًا الاسم، وإنما الفعل والممارسة! هذا أحد مبتعثينا في الولايات المتحدة الأمريكية يُتهم بالقتل من الدرجة الأولى طبقًا للقاضي الذي رأى أن صاحبنا (فرّج الله عنه) كان يقود سيارته بتهوّرٍ بالغ في منطقة مأهولة، مما أدى إلى وفاة فتاة عمرها 15 عامًا. وكذلك أفاد ضابط الشرطة الذي حقق مع المتهم بأنه لم يبدِ أي اهتمام أو ندم لوفاة الفتاة طيلة 4 ساعات من التحقيق، لكن المفاجأة أنه انهار أثناء المحاكمة، واستمر يبكي مغطيًا وجهه كي لا تُرى دموعه.
وذكر الخبر أيضًا أن المتهم لم يتوقف على الفور لإنقاذ الفتاة المصابة، وإنما عاد لاحقًا ليكتشف حجم المأساة التي تسبَّب فيها. وعلى المستوى الرسمي السعودي، عيّنت القنصلية محامية للدفاع كما أنها بصدد دفع الكفالة التي قررها القاضي وقيمتها مليون دولار.
نحن هنا بصدد سلوك مرفوض نحاول نقله إلى مجتمعٍ آخر دون التفكير في العواقب، ودون مراعاة للثقافة السائدة في الولايات المتحدة. ثمّة قانون عام يؤكد أن حق المشاة يعلو على حق الراكب في كل الأوقات خاصة عند مرورهم في خطوط المشاة المخصصة لهم حتى لو كانت إشارة المشاة حمراء! باختصار حق الحياة أولى من حق مرور المركبة حتى لو كان الضوء لها مخضرًا.
أما الجانب الآخر فيتعلق بالقضاء الذي ينظر إلى فداحة الجريمة من منظور قد يختلف عن السائد في مجتمعنا! أعلم فيما مضى أن مفحطًا قتل بريئًا فحُكم عليه بدفع ديّة فقط، مثله مثل سائق يقظ صدم شخصًا فقتله خطأ. أما في الغرب فإن الوضع يختلف تمامًا، صحيح أن حكم الإعدام غير وارد، لكن السجن المُؤبَّد احتمال قائم، تُضاف إليه تعويضات بملايين كثيرة من الدولارات.
وذات مرة قطع أحد أبناء موظف أكاديمي في بعثة عربية تعليمية إشارة حمراء في واشنطن العاصمة، فما كان من القاضي إلا أن أمر بترحيله خلال 48 ساعة لا أكثر.
وللأسف لو ضُبط هؤلاء في بلادنا قبل سفرهم لما أساءوا إلى أنفسهم أولًا، ثم إلى بلادنا، وإلينا نحن المواطنين جميعا خاصة إذا تكررت هذه المهازل والفواجع.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store