أكثر خمسة تصريحات سعودية سلبية !!

 • لا أعرف لماذا ارتبطت مفردة (تصريح) بأقوال المسؤولين، رغم ما يحدث بينهما عادة من تباعد وتضاد؟!. التصريحات السلبية كثيرة ولا يمكن حصرها في مقال قصير، منها ما هو سلبي لذاته ومضمونه ومنها ما هو سلبي لتوقيته، ومنها ما هو سلبي لاستفزازه للمواطن، لكن أكثرها سلبية بالتأكيد هو التصريح المضلل، لأن أثره الضار يمتد في الغالب ليشمل الوطن والمواطن ولأزمنة طويلة، وسنتطرق اليوم لأكثر خمسة تصريحات سلبية لمسؤولين ترتبت عليها جملة أخطاء أضرت بمصالح المواطن.
(1- مخزون المياه الجوفية بالمملكة يوازي جريان نهر النيل لمدة ٥٠٠ عام!).
• هذا التصريح الشهير لأحد مدراء الجامعات، هو أكثر التصريحات سلبية من وجهة نظري.. ليس فقط لخطأ المعلومة التي وردت به، بل للنتائج السلبية التي تسبب بها على الثروة المائية للبلاد بعد أن بنيت عليه الكثير من الدراسات والقرارات الخاطئة، التي أدت الى استنزاف وإهدار معظم ثروتنا المائية الشحيحة أصلاً، والمشكلة أن النتائج السلبية لهذا التصريح المضلل لازالت قائمة حتى اليوم!
(2- كل سعودي عنده فيلا وسيارة ومليون ريال!).
• خطورة هذا التصريح (المضحك المبكي) الذي جاء على لسان أحد أمناء جدة السابقين لإحدى الصحف العالمية في سبعينيات القرن الماضي لا تقف عند حدود ترسيخ الصورة النمطية لشخصية (مليونيرالنفط) صاحب الناقة وبئر البترول وسيارة (الرولس رويس) التي كانت رائجة في السينما الأمريكية آنذاك، بل في تضليله لصانع القرار المحلي أيضاً، وإعطاء صورة غير حقيقية لواقع المواطن المعاش، في زمن كنا نفتقر فيه للمعلومة الإحصائية الصحيحة والموثوقة!
(3- 600 متر كثيرة، 300 متر تكفي لـ"بناء" مساكن للمواطنين).
• وهذا التصريح الذي جاء على لسان وزير سابق يعد من ضمن أشد التصريحات ألماً بالنسبة للمواطن، كونه جاء رداً على اقتراح الملك بمنح المواطنين مساحة 600 م، فتحجَّج الوزير بشح الأراضي، ولازالت مشكلة الإسكان قائمة حتى اليوم!
(4- "مشتركو الإنترنت كل همّهم دخول غرف الشات، ولهذا تم رفع تسعيرة الإنترنت").
• صاحب هذه المقولة هو رئيس سابق لإحدى شركات الاتصالات، وكارثيته تكمن في تعميمه الخاطئ، وتشويهه لصورة كل مستخدمي الإنترنت السعوديين، في محاولة (تجارية) لقتل أي تعاطف مع المواطن، ولتبرير ارتفاع أسعار الإنترنت في المملكة التي مازالت هي الأعلى في كل دول المنطقة!
(5- "على المواطن أن يغير طبيعة أكله، وهو ليس مضطراً لأن يشتري من الأنواع الجيدة"!!).
• جاء هذا التصريح المستفز لوزير تجارة سابق تعليقاً على ارتفاع أسعار الأرز الذي تضرر منه مواطنون اعتادوا على تناول أنواع معينة منه. والمؤسف أنه تزامن مع تصريحات لا تقل عنه استفزازاً مثل قول وزير آخر: "اللحوم الحمراء خرجت من دائرة خيارات الطبقة الوسطى"، وقول ثالث: "قضينا على الفقر المدقع ونسعى لإنهاء الفقر المطلق"!
• التصريح السلبي أشبه بكرة الثلج التي تتضخم كلما تدحرجت، وهو دليل لا يقبل الشك على انفصال المسؤول عن مواطنيه، وابتعاده عن كل دوائر همومهم، ومشكلة هذا النوع من التصريحات أنه يعيش في الذاكرة السوداء للمواطن عصياً على النسيان والغفران.