Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

اللهم أرخِصْ أسعارنا !!

يعجبني خطيب الجمعة عندما يلتصق بقضايا المجتمع، ويجهر بالأدعية التي تهمّ المواطن، الإنسان الكادح، ولا يُغرّد خارج السرب وكأنه يعيش في كوكب آخر في أقصى الفضاء.

A A

يعجبني خطيب الجمعة عندما يلتصق بقضايا المجتمع، ويجهر بالأدعية التي تهمّ المواطن، الإنسان الكادح، ولا يُغرّد خارج السرب وكأنه يعيش في كوكب آخر في أقصى الفضاء.
أذكر أنّ إمام المسجد الحرام، الشيخ عبدالله الخليفي، رحمه الله، هو أولّ من جهر بدعاء: "اللهم جنِّب شبابنا المخدّرات"، ولعلّه يؤجر بعدد ما يُدعى بهذا الدعاء من بعده إلى يوم الدين.
وبالأمس دعا أحد الخطباء بدعاء: "اللهم أرخص أسعارنا"، وهو دعاء محمود ونحتاجه كثيراً، وأرجو الله أن يستجيب له، وأدعو المجتمع أن يُكثِر منه في السرّاء والضرّاء!.
فالأسعار قد ارتفعت كثيراً منذ سنوات، ولم يفتر مُنحنى ارتفاعها، وبوتيرة سريعة وشاملة لم تتمّ السيطرة عليها، وطارت في أجواء عالية وهبّت كأعاصير اقتصادية مُفرِّغة لجيوب الناس كما تُفرِّغ الأعاصير الجويّة المنازلَ من سُكّانِها هرباً من سطوتها، ولا ينطبق عليها المثل الذي يقول: "ما طار طير وارتفع إلّا كما طار وقع"، ومع الظروف المالية الحالية وفقدان الناس لبعض دخولهم المادية المتمثلة في العلاوات والبدلات توقّعوا انخفاض الأسعار وأن يحلّ الرُخْص محلّ الغلاء، والنزول محلّ التضخّم، وصرّحت بذلك إدارة حماية المستهلك، ومع ذلك لا يوجد مؤشر يُطمئِن المجتمع عن الانخفاض السريع والشامل للأسعار، وتُجّارنا للأسف عباقرة في التعامل مع الظروف المُهيِّئة للانخفاض، ويُجيدون تحييدها كأنّها فقاعة هوائية لا أمرٌ ينبغي التعامل معه بتقوى ووطنية، ويُذلّلون ذلك لصالحهم بوسائل وألاعيب مختلفة، وهنا يبرز دور وزارة التجارة فإن لم يكن لها دور إيجابي كبير عند ارتفاع الأسعار فالأوْلى أن يكون لها دور مفصلي رئيس عند تقليل الدخول، رأفةً بالناس المُتضرّرين بارتفاع الأسعار تضرّراً كبيراً!.
إنّي داعٍ فأمّنوا معي: "اللهم أرخِص أسعارنا ولا تُقِمْ لها قائمة"!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store