Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مساحة موحشة: إلاّ أن تكون «حديقة»!

في معظم مدننا الكبيرة مساحات مخصصة من الناحية النظرية للترفيه عن الأسر والأفراد، يُطلق عليها مجازاً اسم (حديقة)!

A A
في معظم مدننا الكبيرة مساحات مخصصة من الناحية النظرية للترفيه عن الأسر والأفراد، يُطلق عليها مجازاً اسم (حديقة)! أما أغلبها فللأسف الشديد عبارة عن مساحات ترابية صغيرة فيها شيء من ألعاب محدودة جداً مخصصة للأطفال، وهي إما أن تكون جديدة حديثة أو قديمة قد بليت وعلاها الصدأ، والسبب أن ليس للصيانة هنا أي وجه معتبر.
وحكاية المواقف المخصصة للسيارات تدخل في باب الرفاهية الكبيرة التي لا تقوى الأمانات والبلديات على تأمينها، وربما كان لسان حال المسؤول أن احمدوا ربكم إذ بقيت لكم حديقة ولو كانت (مهببة)، وإلا فالأصل فيها أن تُضم لأملاك ذوي الميسرة!! وأما توفير دورات المياه النظيفة، فتدخل في باب المستحيلات السبعة.
ومن المؤكد أن معظم مسؤولي الأمانات والبلديات قد (لفّوا) العالم وشاهدوا بأم أعينهم مرافق يستحق أن يطلق عليها مسمى (حدائق) ذات مساحات شاسعة يتجاوز بعضها مليون متر مربع، وفيها من الأشجار الخضراء والعشب الجميل ودورات المياه النظيفة ومواقف للسيارات كافية ومياه جارية ومظلات وافرة، وتنسيق مبهر وتنظيم جميل. ومع هذا ترى الأمانات وقد بخلت وأمسكت عن توفير (حدائق) مماثلة، وإن فعلت على استحياء تركت أمر الصيانة جانباً، فأهملت الحدائق حتى تغدو وكأنها مخصصة لأشباح لا تُرى أو لأقوام لا يحسنون سوى الفوضى والعبث.
وفي بلادنا تحديداً لا بد من وضع كاميرات للمراقبة، فهي ربما كانت رادعة مانعة. وفي بلادنا يحسن ضم الحدائق الجميلة الوارفة إلى هيئة السياحة والآثار، لتكون عليها مشرفة، فالحدائق عنوان عريض للبلد. وكيف تتم الدعاية للسياحة في مدينة لا يجد أهلها متنفساً فيها سوى الأسواق والمطاعم ولا غير، حتى المدن التي على البحر لا يُرى فيها سوى البر.
صراحة حياة مدننا الكبيرة تبعث على الكآبة والحيرة، فإما انحباس في البيت أو خروج إلى السوق الكبير أو المطعم الممل. ولذا تجد الناس في شوق بالغ للانعتاق من هذا الروتين القاتل.
أنقذونا أيها المسؤولون عن تخطيط مدننا، وعن الترفيه لصغيرنا وكبيرنا، وعن شيء من التنويع المتحضر في حياتنا!
ساهموا في حملة (القضاء على الملل)، وافعلوها على عجل!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store