فاروق شوشة.. لغتنا الجميلة

نعى الناعي فجر الجمعة 13 /1 /1438هـ الموافق 14 /10 /2016م الشاعر الإعلامي الأستاذ فاروق شوشة الذي طالما شنف الآذان وهو يقدم البرنامج الشهير في إذاعة القاهرة «لغتنا الجميلة» الذي كان يبث يوميًا وصار اسم المعد والبرنامج مقترنين، فلا يذكر فاروق إلا ذكرت «لغتنا الجميلة»
فاروق شوشة شاعر عاشق للكلمة الجميلة التي كان يجملها بصوته الإذاعي وهو يشدو بها عبر الأثير، وهو واحد من ثلاثة عرفتهم، يعدون أفضل من قرأ الشعر في الإذاعة، وهم فاروق شوشة في إذاعة مصر، وحسن الكرمي في إذاعة لندن، وماجد الشبل في إذاعة المملكة.
فاروق شوشة متذوق للشعر، وأكاد أجزم أنه شاعر في اختياراته التي قدمها في الإذاعة أو نشرها في كتب كما هو شاعر في أشعاره وفي أدائه للشعر، وما زلت أذكر مهاتفته لي مبلغًا لي بقرار مجمع اللغة العربية في القاهرة على اختياري عضوًا فيه، وسعدت بسماع صوته بعد انقطاع عنه إثر ابتعادي عن الإذاعة، وسمعت منه كلمات تدل على خلق رفيع وهو يبلغي بالموافقة.
كنت متابعًا لبرنامج «لغتنا الجميلة» منذ كنت طالبًا ومنه تابعت قرارات مجمع اللغة العربية في القاهرة قبل أن ألتقي به في الإذاعة وفي لجنة البرامج في اتحاد الإذاعات العربية، وكنت أصفه بصاحب «الجميلة»، فهو محب للغة العربية ومدافع عنها ومحبب لها من خلال إلقائه الجميل ولغته الصحيحة.
نافت تجربته الإذاعية عن خمسين عامًا، وكلها في البرامج الثقافية لم يبارحها إلى غيرها من البرامج، وعندما لقيته في مجمع اللغة العربية بعد عضويتي فيه (حيث كان أمينًا عامًا له) مما كنت أستمتع به جمال إلقائه وهو يلقي التقرير السنوي بصوت إذاعي وأداء مميز، بالإضافة إلى حسن إدارته لجلسات المجمع، وهو إلى ذلك عضو في المجمع.
ولد عام 1936م وتخرج في دار العلوم عام 1956، وفي كلية التربية عام 1957م، والتحق بالإذاعة عام 1958م، وأعد للإذاعة برنامج «لغتنا الجميلة» عام 1967م، وللتلفزيون برنامج «أمسية ثقافية» عام 1977م، وشارك في كثير من المهرجانات الثقافية، ومنها توليه أمانة جائزة محمد بن راشد للغة العربية، وكان يبدع وهو يقدم كلمته في إعلان الفائزين بها.
له عدد من الدواوين، ومن المؤلفات، ونال عددًا من الجوائز، كان شاعرًا مثقفًا إعلاميًا ذا صلات بكثير من مثقفي العالم العربي، يتصف باللطف ودماثة الخلق، ولا تكاد تفارقه البسمة، رحمه الله واسكنه الجنان.