Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ترامب فاشل .. ماذا نتوقع من هيلاري ؟

يواجه النظام السياسي الأميركي أزمة حادة ، لم يكن دونالد ترامب مسبباً لها وإنما إحدى ظواهرها ، كما أن النظام التمثيلي الأميركي ليس وحيداً في أزمته بل هو جــــزء مــــن الأنظمة المشابهة فــــي كل مـــــ

A A
يواجه النظام السياسي الأميركي أزمة حادة ، لم يكن دونالد ترامب مسبباً لها وإنما إحدى ظواهرها ، كما أن النظام التمثيلي الأميركي ليس وحيداً في أزمته بل هو جــــزء مــــن الأنظمة المشابهة فــــي كل مـــــــــن أميركا وأوروبا وبعض الدول ( الديموقراطية ) .. حيث تواجه الطبقة الحاكمة في أوربا وأميركا حملة تشكيك في كفاءتها وصدق نواياها . ويشعر الناخبون بأن هذه الطبقة التي صوتوا لها ، وانتخبوها لأرفع المراكز ، خذلتهم ، وأن أحلامهم لا يمكن لهذه الطبقة الحاكمة أن تحققها ( قال 81% من المصوتين لدونالد ترامب في الانتخابات الأولية للحزب الجمهوري أنهم يعتقدون أن وضعهم المعيشي أسوأ مما كان عليه قبل خمسين عاماً ) .. وأدت هذه المشاعر ، بصرف النظر عن مدى دقتها ، إلى صعود الغوغائيين والمتطرفين يميناً وشمالاً الى البرلمانات ، والى جرأة غير مسبوقة أظهرها دونالد ترامب خلال حملته الرئاسية بالاستهتار بكل قواعد التعامل السياسي ، وتحول الى السخرية اللاذعة وشتم كل من وما لا يعجبه ، بدون الخشية من رد فعل سلبي تجاهه من الناخبين ، وهي أمور بارزة في تصرفات ماري لوبين في فرنسا ، وأخيراً ساركوزي ، الرئيس السابق الطامع في رئاسة فرنسا مرة أخرى ، وكذلك تجاهل البريطانيين لدعوات أغلبية ساستهم وكبار رجال الأعمال والإعلام البقاء في أوربا واختيارهم دعوة قيل في حينها أنها غوغائية للخروج من الاتحاد الأوروبي .. وما نتمناه أن لا يواصل الناخب الأميركي نقمته ويأتي بدونالد ترامب رئيساً . ولا شك أن النظام الديموقراطي الأوربي والأميركي هو أقل الأنظمة السياسية في العالم سوءاً ، الا أنه بحاجة الى إعادة نظر في بعض قواعده ، ومنها ضرورة زيادة الاهتمام بالرعاية الاجتماعية للمواطنين والحد من الحرية المطلقة بشكل استثنائي في حرية التجارة وتنقل رؤوس الأموال والأعمال ، وهي قضايا يسعى السياسيون الى تجاهلها . كما يوجد فى العالم الثالث من يرغب في تطبيقها في بلده بشكل حرفي .. في حين يكون المطلوب خليطاً من الرعاية الاجتماعية مع حرية كافية لرأس المال ..
وعلى رغم العيوب التي تبدو في النظام السياسي الأميركي ، حيث فاز دونالد ترامب ، في الإنتخابات الرئاسية التمهيدية للحزب الجمهوري بأصوات ثلاثة عشر مليون ناخب ، إلا أن المؤشرات تؤكد اتجاه الناخب الأميركي الى اختيار هيلاري كلينتون رئيسة للولايات المتحدة الأميركية . وهي أشارت خلال مناظراتها رغبتها في تدخل أوسع بسوريا ومواجهة أكثر حدة مع روسيا .. وقد يكون من المؤشرات المفيدة النظر الى سجل زوجها بيل كلينتون ، خلال رئاسته لأميركا فترتين رئاسيتين . إذ تمكن من الفوز بالرئاسة في التسعينيات بعد ثلاث هزائم متتالية لحزبه ( الديموقراطي ) في الوصول للرئاسة ، ومن أبرز سياساته الخارجية تدخله العسكري في الصومال عام (1993) وغزوه لجزيرة هايتي سنة (1994) وحملتاه العسكريتان في البوسنة ( 1995) وكوسوفو (1999) .. وأعتقد أن هذا مؤشر على احتمال سياسة أميركية في عهد هيلاري كلينتون تختلف كثيراً عن السياسة الانكفائية التي تبناها أوباما ، وسوف يختلف أسلوب تعاملها مع الملفين الإيراني والروسي ، ومن ضمن ذلك السوري والعراقي وربما اليمني ، بشكل أكثر ديناميكية وفعالية .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store