Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

وقف تلوث البيئة البحرية في مدينة جدة

كما يقولون «رب ضارة نافعة»..

A A
كما يقولون «رب ضارة نافعة».. تلوث مياه الكورنيش على ساحل البحر الأحمر في مدينة جدة والذي تَركَّز في الجزء الواقع عند بحيرة النورس؛ وأثار حفيظة أنصار البيئة والمهتمين بشؤونها المختلفة، وذلك إثر نفوق أعداد كبيرة من الأسماك الصغيرة (السردين)، حول البحيرة وعلى امتداد الساحل المجاور لها.
المشكلة أن الواجهة البحرية لكورنيش جدة والممتدة من مركز (صروم) التابع لسلاح الحدود في الكورنيش الجنوبي حتى متنزه درة العروس في شمال جدة، وعلى امتداد (120 كيلا تقريبا) أصبحت عرضة للتلوث بكل أنواعه، حيث تتعدد صور التلوث ما بين صرف صحي، وصرف صناعي، ومياه صرف خام غير معالجة، ورمي مخلفات، وردم للشواطئ، وعمل منشآت بحرية مخالفة للنظم البيئية ومضرة جدًا بالبيئة البحرية، إضافة لسوء الاستخدام والتعدي على حرمات البحر برمي المخلفات من زيوتٍ ونفايات سفن تجارية، وتدمير للشعاب المرجانية، وإلحاق الضرر بالكائنات البحرية على نطاق واسع من هذا المسطح المائي.
الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة هي الجهة المسؤولية بحكم الاختصاص عن حماية البيئة والحفاظ على مكوناتها، ولديها العديد من الخبراء المتمرسين في القضايا البيئية، كما يوجد لديها الكثير من القوانين والأنظمة المكتوبة التي تٌعنى بسلامة البيئة، والتي لو طبّقت فعليًا لأصبح لدينا بيئة بحرية نظيفة تخلو من معظم هذه الملوثات، ولتجنبنا الكثير من الكوارث البيئية.
مشكلة هيئة الأرصاد وحماية البيئة أنها تكتفي بالأطر النظرية والأنظمة والقوانين والتشريعات المكتوبة التي تحدُّ من سمات هذا التلوث، وتضع حدًا لكل متجاوز للأنظمة البيئية الحية وغير الحية، علمًا بأن هناك نصوصًا صريحة لجزاءات وغرامات مالية لكل مَن يُخالف، أو يعبث بالبيئة ومكوناتها، ولكنها لا تُطبَّق، أو تُفعَّل كما ينبغي، ولو فُعِّلت لظهر عندنا ما يُسمَّى بالإصحاح البيئي، وعادت البيئة إلى حالتها الطبيعية.
لنا رجاء من هيئة الأرصاد وحماية البيئة أن تُوقف مسبّبات التلوث ومن أهمها: منع تدفق مياه الصرف الصحي الخام والناتج عن المنشآت المتاخمة للبحر مباشرة، وأن يُطبَّق النظام على الكبير قبل الصغير، وفرض مراقبة صارمة لتلوث مياه البحر بمياه صرف السفن التجارية وفرض غرامات مالية عليها، والتنسيق مع أمانة جدة بعدم ردم السواحل، أو البحيرات، أو الخلجان، إلا بعد أخذ موافقة الهيئة العامة للأرصاد، والضرب بيد من حديد على كل مَن يعبث بالبيئة البحرية أو يُحدث أي تغيّرات في خصائصها الفيزيائية أو الكيمائية، ورفع مستوى الوعي البيئي لدى عامة الناس عن طريق وسائل الإعلام المختلفة، والتوجيه بحسن استخدام البحر، الذي يُعدُّ مصدرًا رئيسًا لغذائنا ومياه شربنا، والذي يغطي حوالى 95% من مصادر مياه الشرب في محافظة جدة، ولولا عناية الله ثم وجود هذا الخضم العظيم وما يُزوّدنا به من مأكل ومشرب، لكُنَّا في مأزق لا يعلمه إلا الله.
وأخيرًا.. مزيدٌ من الاهتمام والعناية ببيئة بحرية نظيفة من أجل تنمية مستدامة ينعم بها جميع سكان العروس.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store