Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حتى يكون للموظف ( بصمة ) !!

• أتفق جداً مع معالي أمين المدينة المنورة في وجود ثقافة ( تهاون ) في العمل ؛ قد تصل حد (التسيب) أحياناً ، ليس في الأمانات وحدها بل في معظم الإدارات الحكومية .

A A
• أتفق جداً مع معالي أمين المدينة المنورة في وجود ثقافة ( تهاون ) في العمل ؛ قد تصل حد (التسيب) أحياناً ، ليس في الأمانات وحدها بل في معظم الإدارات الحكومية . هذه الثقافة وصلت من الشيوع درجة أصبحت معها جزءاً من شخصية الموظف الحكومي ( الفهلوي ) ، الذي يعتقد أنه يعرف من أين تؤكل الكتف .. أقول إنني أتفق مع معالي الأمين في وجود وشيوع هذه الثقافة ، لكنني في الوقت نفسه أختلف معه في آلية العلاج أو الحل التي ذهب اليها ( بتبصيم ) الموظف خمس مرات أثناء الدوام ، فعلاج مشكلة قديمة ومتجذرة في نفوس الموظفين ، لا يمكن حلها بفرض مزيد من الرقابة والصرامة ، بل بالبحث في عمق المشكلة ، ومحاولة علاجها من الجذور، وإلا كنا كمن يحبس الموظف داخل المستشفى دون أن يقدم له أي نوع من العلاج !
• الرقابة الصارمة قد تضبط العمل من ناحية التوقيت ، لكنها لا تضمن لك لا النجاعة ولا الكفاءة ولا حتى الفعالية الوظيفية المطلوبة ، كما أنها لا يمكن أن ترفع مستوى الولاء والإنتاجية داخل المؤسسة ، وللأمانة كنت أتمنى لو بدأ الأمين مشروعه الإصلاحي بتشجيع وتكريم الموظفين المنضبطين، وتمييزهم عن غيرهم بالحوافز والترقيات والمكافآت ، وصناعة بيئة عمل مريحة وهادئة وجاذبة، والأهم أن تكون عادلة بحيث تضمن لكل مجتهد حقوقه، وتحفز المقصر على تلافي أوجه القصور للحاق بركب المميزين والمنضبطين.
• مشكلة تسرب معظم الموظفين تعود في الغالب الى عدم الرضا الوظيفي ، فكفاءة أي موظف تتوقف على عنصرين أساسيين هما : القدرة على العمل ، والرغبة فيه ، وإذا كانت القدرة تتمثل فيما يمتلكه من مهارات ومعارف وقدرات ، فإن الرغبة في العمل تأتي من البيئة والمحفزات التي تدفع سلوكه في الاتجاه الذي يحقق أهدافه الشخصية وأهداف المؤسسة ، وتتمثل في الحصول على المميزات والترقيات التي تشجعه على زيادة أدائه دون الحاجة لمحسوبية أو واسطة ، مما يزيد من درجة رضاه وولائه للمؤسسة ، وبالتالي زيادة أدائه وإنتاجه .
• في اليابان تم غرس ثقافة العمل والإنتاجية من خلال خلق بيئات عمل عادلة ومحفزة ، يدرك فيها الموظف - صغر أم كبر - أن العمل الجاد والمنضبط هو الطريق الوحيد للترقي والصعود ، وأنه سيأخذ بقدر ما يعطي ، دونما حاجة لواسطة أو محسوبية ، مما أنتج أجيالاً تعمل بكل اجتهاد بلا رقابة ودون إشراف من أحد . يقول أنيس منصور أنه فتش كثيراً عن السبب الحقيقي للنهضة اليابانية المعجزة ، ولم يعرفه إلا عندما شاهد ذات ليلة عامل نظافة يابانياً يعمل بكل همَّة وأمانة ونشاط عند الساعة الثانية فجراً دون رقابة من أحد ، يقول : حينها أدركت لماذا تقدم اليابانيون العالم كله، ولماذا بقينا نحن العرب في الصفوف الخلفية رغم كل ما نتفنن به من فنون التسلط والرقابة !.
• الصرامة والرقابة الدائمة مع موظف لا يشعر أصلاً بالعدالة ولا بالرضا الوظيفي هي مجرد زيادة أغلال لسجين ، يحضر لعمله جسداً بلا روح وبلا إنتاج حقيقي للمؤسسة .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store