Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

احتجاج الفاضي والقاضي !!

كان الحقّ مع موظّفي أمانة المدينة المنوّرة عندما اعترضوا على إلزامهم بإثبات دوامهم بالبصمة ٥ مرّات خلال اليوم، عند بدء الدوام، وعند نهايته، و٣ مرّات بينهما!.

A A
كان الحقّ مع موظّفي أمانة المدينة المنوّرة عندما اعترضوا على إلزامهم بإثبات دوامهم بالبصمة ٥ مرّات خلال اليوم، عند بدء الدوام، وعند نهايته، و٣ مرّات بينهما!.
والأمانة التي ألزمتهم بذلك هي من وجهة نظري مثل الفاضي الذي يعمل قاضي، مع احترامي للفاضي والقاضي!.
يحدث هذا في الوقت الذي يتّجه فيه العالم المتطوّر لإلغاء إثبات دوام الموظّفين، سواءً كان توقيعاً على ورقة، أو بالبطاقة المُمغنطة، أو ببصمة الأصبع، أو ببصمة العين، أو حتى بفحص الـ DNA، ويستبدله بالدوام المرن الذي يعتمد على الثقة Trust والإنتاجية Productivity والفعالية Efficiency، لا على حضور بدن الموظّف وغياب روحه، تماماً مثل الزوج الكاره لزوجته، فيحضر معها بجسده بينما قلبه متعلّق بغيرها!.
والدوام المرن يعتمد على توفير البيئة الجاذبة والمُمتعة للموظّفين، فتجعلهم يداومون طواعية لا كراهية، ولأوقات أكثر من المطلوب، حُبّاً في الدوام لا خوفاً من المدير، بينما الأمانة تُلزم موظّفيها بالتبصيم ٥ مرّات خلال ٧ ساعات، فيتوقّف العمل بالكلّية كلّ ساعة و٢٤ دقيقة، ربّما لربع ساعة أو أكثر لزوم الذهاب لجهاز التبصيم والعودة منه، فيضيع العمل وأبوه وأمّه وجميع أقاربه!.
أنا أقترح بهذا الصدد على الأمانة العبقرية أن تُصدر قراراً بأن يصطفّ المواطنون المراجعون عند جهاز التبصيم، فيأتي الموظّفون إليهم ضاربين عصفوريْن بحجر واحد هما التبصيم وإنهاء المعاملات، ويحتاج الأمر بالطبع لأن تكون الأمانة دقيقة في تحديد المواعيد لمراجعة المواطنين فتُخصّص لهم أحد مرّات التبصيم ولا تُعمّم كي لا تحصل فوضى وازدحام، وهذه هي قمّة العبقرية!.
آخ.. نسيت أن أقول أنّ الفاضي والقاضي احتجّا عليّ بشدّة، وطلبا عدم إقحامهما ضمن عبقريات الأمانة العزيزة، وبيني وبينكم: معهما حقّ، كلّ الحقّ!.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store