Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ونجح رهان الإخفاق!!

يبدو أن رهان بعض المتشائلين على قضية رسوم الأراضي البيضاء كان ناجحاً بالتأكيد، إذ قالت الوزارة (المفكرة) إن مزيداً من الوقت ضروري لمزيد من (التفكير) والدراسة، وبحث (أنجع) الوسائل والآليات للتطبيق.

A A
يبدو أن رهان بعض المتشائلين على قضية رسوم الأراضي البيضاء كان ناجحاً بالتأكيد، إذ قالت الوزارة (المفكرة) إن مزيداً من الوقت ضروري لمزيد من (التفكير) والدراسة، وبحث (أنجع) الوسائل والآليات للتطبيق. ويا ليت الوزارة (فكّرت) أولاً، قبل أن تطالب المواطن بالتفكير ابتداء لأن أزمته السكنية متوارية خلف مساحة مخفية من دماغه (المعطل) عن التفكير.
واضح طبعاً أن وزارة الإسكان الموقرة قد وضعت نفسها في موقف محرج لا تُحسد عليه إذ أزبدت وتوعدت وصرخت، لكن دون طحنٍ ،إذ يبدو أن ضروسها على البعض لا تقوى.
ولو كنت مكان الوزارة لعلَّقت عند مدخلها عجز البيت الذي يقول: (ابشر بطول سلامة يا مربع) باعتبار أن (مربع) هو المواطن الذي يفكر.
ولأن الطيور طارت بطيورها، والأموال التي خصصت منذ 5 سنوات مضت لم تُنفق على الوجه الصحيح، إذ أصررنا على اختراع نموذج جديد يناسب (خصوصيتنا) كالعادة فلا مشروعاً أنجزنا ولا مواطناً محتاجاً أسعدنا. لذلك كله أقترح على الوزارة الموقرة أن تتخلى عن (نموذجها) المبدع فرضاً، وأن تطبق أحد النماذج القائمة الناجحة، ففي العالم سعة وتجارب ونجاحات.
لن أقول لا تعيدوا اختراع العجلة، لأني أخشى أن نعجز حتى عن اختراع العجلة من جديد، فالأفضل دائماً استيرادها، ودعهم يتعبون ويصنعون، ونحن ومن مثلنا من (الأعراب) مستهلكون.
ولن أقول كذلك انظروا إلى تركيا، فكثير من البشر لديهم حساسية خاصة من نجاح النموذج التركي بالرغم من تأكيد سمو ولي العهد في زيارته الأخيرة على أهمية التقارب والتحالف بين البلدين. ولن أقول يمموا وجوهكم نحو ماليزيا مثلاً، فالبعض يراها دولة من العالم الثالث باعتبار أننا من عالم أفضل، ولكننا للأسف لا ننتج حتى ربع ما تنتجه اليد العاملة (الماليزية)، والتي قفزت بصادراتها من بضعة مئات من الملايين معظمها من المطاط والنفط إلى عشرات المليارات من الدولارات في صورة منتجات صناعية وتقنية حديثة.
الخلاصة لا تضيعوا مزيداً من الوقت، واعتذروا إن شئتم للمواطن، وابحثوا له عن بدائل (مناسبة)، أو اطلبوا منه بكل بساطة أن (يدبر حاله ويقشع عزاله)، ويبكي على سنوات انتظاره، وليردد :
أبكي يا هلي ... على ما جرى لي يا هلي.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store