الوعي الفكري المتحد خليجياً

نحن في خليج واحد تكاد تكون مهامنا مشتركة وأهدافنا متحدة في كل شيء، لدينا برامج وندوات ومشاركات ومؤتمرات مشتركة وقبلها يوجد لدينا مجلس التعاون البيت الكبير الذي يضم الأسرة الخليجية تحت سقف واحد وبقلوب موحدة ضد العدو متأقلمة في توحيد الأهداف والرؤى ،يربطها ماضٍ تليد مشترك تحملت فيه الدول جميعاً هموم مراحل سابقة وعاشت أيضاً فرحة المنجزات بروح تتشارك في الحزن والفرح وفي الهدف والإنجاز ..لدينا مكتب للتعليم لدول الخليج العربي وهو مسؤول عن عدة أجندات عمل مشترك تخص التعليم وبطبيعة الحال فإن أهداف التعليم لدينا تكاد تكون متشابهة في العناوين والتفاصيل لما نرتبط به جميعاً على مستوى الخليج من وحدة الدين والعادات والطبيعة الخليجية المشتركة للفرد والأسرة مما جعل خليجنا مقصداً للأطماع وأيضاً هدفاً للحسد والحقد .إن خطوات حرب عاصفة الحزم وإعادة الأمل وظَّفت مفاهيم الوحدة العسكرية المشتركة واللحمة القيادية الموحدة لقيادات دول المجلس ،وأيضاً عضوية دول المجلس في قوة التحالف الإسلامي العسكري مما يجعل التعاون اسماً وواقعاً يرد كيد الكائدين ويجعل حقد الحاقدين يشتعل ناراً في قلوبهم .سوقنا الخليجية تتشارك في السراء والضراء فمتى ما انتعش اقتصاد دولة انتعش اقتصاد أخرى وايضاً كل ما تعرض الاقتصاد لهزة فاننا نتشارك في ذلك وعلى جانب الرياضة فالتعاون موجود بين الدول منذ عقود ولا تزال الأخوة تجمعنا والصداقة تعنون كل مناسباتنا وفي مجالات القطاعات المدنية والصحة والتخطيط وكل مناحى التنمية نحن في خليج واحد وفي همٍّ مشترك وعلى ثغرة واحدة .
ولأننا أمام تحديات كثيرة وفتن أكثر تشتعل نيرانها من جوانبنا وفكر ضالٍ يتربص بأوطاننا وعدو مبين يرصد أمورنا وواقعنا ومستقبلنا لحظة بلحظة لذا فان أمانة دول مجلس التعاون عبر قطاعاتها المختلفة مطالبة برفع مستوى العمل المشترك من خلال عقد الاجتماعات المشتركة بين دول مجلس التعاون ومناقشة الأوضاع الحالية والمستقبلية ورصد الفتن القادمة وإيجاد قنوات عمل مشتركة للخروج من هذه الأزمات ورفع مستوى الفكر من خلال القطاعات المختصة في كل بلد بأهمية اللحمة الخليجية ورفع مستوى الاتحاد والتعاون الخليجي لدى النشء من خلال الوعي الفكري سواء في قطاعات التعليم أو لدى الأسر من خلال برامج الإعلام وتكثيف المؤتمرات المشتركة في الجانب الاقتصادي والتجاري والثقافي مما في شأنه دعم خليجنا الواحد والتشارك في صناعة فكر راقٍ ومتحد يدحر العداء ويعزز الوطنية الخليجية المشتركة في كل الأوقات وأمام كل الظروف.