Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ساعة وزير!

«القيادة الفذة تؤدي إلى توطيد إيمان الموظف بقدراته الذاتية».

A A
«القيادة الفذة تؤدي إلى توطيد إيمان الموظف بقدراته الذاتية».
ما برحت الآراء تترى والتعليقات تتواصل والرؤى تتطرح،منها ما يحتمل الصواب ومنها ما قد يحتمل الخطأ في التأويل والتفسير، إمّا لنقص في المعلومات، أو ضبابية تكتنف البيانات التي تصل للعموم، ومؤخرا اكتظت الساحة الإعلامية بفيض زاخر من الطروحات عبر منصات التواصل الاجتماعي بمختلف قنواتها، ومعلوم أن هذه المنصات تعدّ المنفذ للتعبير بمسؤولية عن ما يعتلج في نفوس أهل الرأي وأرباب القلم من المختصين وغير المختصين، على حدّ سواء، ومن أكثر الموضوعات تداولاً ومناقشة ما طرح في برنامج «الثامنة» والذي يجري الحديث عن ما دار فيه من حوار تحت عنوان «ما بعد الثامنة» والمقصود بالطبع برنامج «الثامنة مع داود» الذي بث مسجلا وممنتجًا وممكيجًا مساء الأربعاء الفارط 1438/1/18هـ وبدا أن البرنامج يتغيا تنوير العموم حول جملة القرارات التي صدرت عن مجلس الوزراء، حيث استضاف البرنامج وزيرين، ونائب وزير، وهم وزير المالية، وزير الخدمة المدنية ونائب وزير التخطيط والاقتصاد، وفي أثناء اللقاء استوقفتنا بعض المصطلحات المثيرة للانتباه، ومنها الإنتاجية، إذ زعم أن إنتاجية الموظف السعودي لا تزيد عن ساعة واحدة يوميًا!، وقول كهذا، يحتاج إلى أدلة وشواهد علمية وموضوعية، فمفهوم الإنتاجية من عهد (آدم سميث) في كتابه (ثروة الأمم) وإلى القرن الحادي والعشرين، له معان وتعريفات مختلفة ومعقدة فالإنتاجية قد تعني الكفاءة، الفاعلية، توفير التكاليف، تقويم البرامج، قياس العمل وتحليل المدخلات والمخرجات.
وقد قمت بالبحث عن الدراسة «الحديثة»، التي اتكأ عليها وزير الخدمة المدنية لتعزيز رأيه الذي طرحه في ذلك الحوار بأن إنتاجية الموظف الحكومي لا تزيد عن ساعة!! لكن للأسف الشديد، لم يحالفني الحظ للوصول لهكذا دراسة، سواء كان ذلك في مجلة الإدارة الصادرة عن معهد الإدارة العامة والمتاحة على موقع المعهد الالكتروني، لا، بل ولا حتّى في أقسام الإدارة في الجامعات السعودية العتيقة فيما عدا دراسة لمعهد الإدارة عن التسيّب الوظيفي نُشر عنها في جريدة المدينة في 1424/10/27هـ ص20 تحت عنوان «إن ما نسبته 69% من الموظفين متسيّبون، ونصف المسؤولين لا يتابعون الدوام» وقد علّق عليها يومئذ الأستاذ صالح بن خميس الزهراني في زاويته: «بالقلم الأحمر» جريدة عكاظ في 1424/11/25هـ بعد أن تبيّن له أن ثمّة خطأ جسيمًا في منهجية الدراسة يجعلها غير مقبولة أو موثوقة يعتمد على نتائجها، ويؤسفني أنني لم أجد أثرًا لـ»ساعة الوزير» ولا الدراسة الحديثة التي أعتمد عليها لتعزيز رأيه.. ودقّت النّوبة، وخلق الله نيام.
* ضوء: (لا تأسَ للحدَثِ الجليلِ المُعضِلِ..... والقَ الخُطوبَ بصفحةِ المُتجمَل).
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store