Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

العداء الفظّ لمفهوم الحظّ!!

الحَظُّ مَفهوم مِن الصّعوبَةِ القَبْض عَليه، وتَحديد أَطوَاله ودَوائر عَرضه، ولَكن هَذا لَا يَعني أَنْ لَا يَجتَهد البَشَر؛ في مُحَاولةٍ مِنهم لتَعريف هَذا السَّائِل، الذي يُدغدغ مَشَاعِر النَّاس ليَب

A A
الحَظُّ مَفهوم مِن الصّعوبَةِ القَبْض عَليه، وتَحديد أَطوَاله ودَوائر عَرضه، ولَكن هَذا لَا يَعني أَنْ لَا يَجتَهد البَشَر؛ في مُحَاولةٍ مِنهم لتَعريف هَذا السَّائِل، الذي يُدغدغ مَشَاعِر النَّاس ليَبحثوا عَنه..!
في البِدَايَة يَقول الفَيلسوف «سينيكا»: (الحَظّ هو مَا يَحدث لَحظة التقَاء الفُرصَة؛ باستعدَاد المَرء لتَلقُّفها).. ثُمَّ يُعلِّق عَلى هَذه العِبَارة؛ البَاحث القَدير الأَكاديمي «راندي بوتش» في كِتَابه «المَحَاضرة الأخيرَة»، قَائلاً: (صَاحب هَذه العِبَارة هو «سينيكا» الفَيلسوف الرُّومَاني، المَولود في العَام الخَامس قَبل المِيلَاد، وتَستَحق هَذه العِبَارة أَنْ تَتنَاقلها الأَلسُن؛ عَلى الأقَل مَدى أَلفي عَام مُقبِلَة)..!
أكثَر مِن ذَلك، يَقول خُبرَاء النَّجَاح وأَهل الفَلسفة، وأَهل عِلم النَّفس: إنَّ الحَظَّ يَأتي للإنسَان عِندَما يَكون مُستعدًّا لَه، ونَفسه تَوَّاقة لمُعَانقته، لذَلك تَقول الحِكْمَة: (أفعَال المَرء تَتَّسقُ مَع مَا يَظنّه في قُدرَاته، إنْ خَيراً فخَير، وإنْ شَراً فشَرّ. تِلك عِبَارة مَأثورة تُقال دَوماً للطُّلاب الجُدد)..!
لقَد نَقَلَ الصَّديق الأَديب «عبدالله باجبير» في كِتَابه: «قُل لِي مَن أَنت»، عَن عُلمَاء النَّجَاح، أنَّ (مَا نُسمِّيه الحَظّ، يُمكن تَحليله إلَى عَناصِر، مِنهَا التَّحليل الجَادّ للمَشروع.. التَّوقيت المُنَاسب.. الاستعدَاد للعَمَل.. والسُّرعَة في اتّخاذ القَرَار المُنَاسِب)..!
وأَخيراً، فإنَّ الحَظَّ يَتطلّب دَائِماً الاستعدَاد لَه، ولمُصَافحته، ولَا تُصدِّقوا مَن قَال لَكُم: (أَعطني حَظًّا وارمني في البَحر)، لأنَّك لَو لَم تَتعلّم مُسبقاً فَنّ السِّبَاحَة؛ ستَكون مِن ضَحَايَا الغَرَق لَا مَحَالَة، أو قَد تَتحوَّل إلَى وَجبة غدَاء لسَمك القِرش، الذي لَا يُفرِّق بَين المَحظوظين والمَنحوسين..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أَنْ نُطالبكم بالتَّوقُّف عَن لَعن الحَظّ، لأنَّني أَسمَع كَثيراً مَن يَقول: (يلعن حظّك يا عرفج).. إنَّنا قَومٌ نَحتَاج إلَى الحظُوظ والبَركَة فِيهَا، لذَلك مَن لَم يَجد حَظًّا، فليُشَارك أصحَاب الحظُوظ الجيّدة، وقَد جَاء في الأثَر: (شَاركوا أَهل الحظُوظ)..!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store