Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

90 يوما تحول عشوائية حي المخاليف إلى نموذج يحاكي جمالية العمران ألوان متناغمة تساعد في تكوين كتلة معمارية فنية مترابطة للمساكن زخارف فنية زينت واجهات بنايات الحي النموذجي وتطويع مثالي للفن الجرافيتي

90 يوما تحول عشوائية حي المخاليف إلى نموذج يحاكي جمالية العمران   ألوان متناغمة تساعد في تكوين كتلة معمارية فنية مترابطة للمساكن    زخارف فنية زينت واجهات بنايات الحي النموذجي وتطويع مثالي للفن الجرافيتي

بداية المشروع

A A
بداية المشروع
يتكون الحي النموذجي من مجموعة من المنازل الشعبية المتراصة بطريقة تبدو عشوائية حيث يضم نحو 37 مسكنًا يستفيد منه 42 أسرة تقريبًا وبلغت تكلفة المشروع حوالى مليون و800 ألف ريال ونُفذ خلال 3 أشهر فقط من خلال منظومة عمل متكاملة بمشاركة المهندسين وعدد من الموهبين في الخط العربي والفنون التشكيلية لتحقيق الهدف الاستراتيجي العام لخطة التطوير والتحسين للحي، إذ عكف المهندسون على وضع الخطط الهندسية لكافة مراحل المشروع التي اشتملت على حصر المنازل ووضع المعايير لتصميم الواجهات التي تحاكي النسيج العمراني للثقافة التراثية بالمدينة المنورة. وكان الحي يعج بالفوضى نتيجة الطريقة البدائية التي بُني على أساسها المنازل في ذلك الموقع إذ حولت العشوائية المتراكمة على مدار عشرات السنين ذلك الموقع إلى صورة تعاني من التشوه البصري وبيوت تكسوها ملامح العجز بمرور السنين وشوارع جانبية تعاني من السوء وخزانات خارجية للمياه أصابها الصدأ من كل جانب.
صورة واضحة
جولات متكررة نفذها القائمون على المشروع بفريق يتكون من المهندسين والمقاول ومسؤولي اللجان الفنية للوقوف عن كثب لرسم صورة واضحة عن الواقع ووضع التصور النهائي للشكل الذي سيبدو عليه ذلك الحي الشعبي، وتخللها اجتماعات من أهالي الحي الذين أبدوا تعاونهم التام مع خطة التطوير التي تستهدف حيهم لتعيد له البريق من جديد ورفع مستوى الخدمات فيه وإضفاء لمسات جمالية فنية تحاكي المديني الجميل.
بدأ العمل في المشروع بالتزامن مع نهاية شهر رمضان المبارك واستغرق ذلك المشروع الجهد والتخطيط من قبل الكثير من الشباب المشاركين الذين أصروا أن يخرج المشروع بهذا النجاح، إذ عمد المهندسون على تنفيذ المخططات الهندسية على أرض الواقع من خلال جلب مواد البناء إلى الموقع ورسم الفنانون التشكيليون منظومة الأقواس والزخارف باستخدام تقنيات متطورة لوضعها بعد الانتهاء من عمليات الترميم الأولية للمباني باستخدام حجر المدينة المنورة في تصميم قواعد البنايات لتشكل قوة راسخة تحمي تلك المساكن من العوامل الخارجية وتربطها بالبيئة الخارجية المحيطة بها، كما استخدم المقاول الحجر في عمليات صرف الشوارع الجانبية بين المنازل في صورة متناغمة ومترابطة معماريًا وبصريًا.
النسيج العمراني
صُممت الواجهات العامة للمباني بحيث تحمل مدلولات عن النسيج العمراني التراثي للمدينة المنورة في حين حملت الشبابيك الجديدة تصميم الرواشين والمشربيات القديمة لتشكل كتلة عمرانية متكاملة واستخدام القوس الإسلامي في تزيين حواف البنايات لتحاكي عملية الدمج بين المعاصرة والتراث من خلال طلاء البيوت والشبابيك وكافة ملحقات المنزل بألوان مميزة، لتشكل في نهاية المطاف صورة متناغمة مع حجم الحركة التطويرية التي شهدها الحي النموذجي.
ولم يتوقف الإبداع في المشروع التطويري على تحسين وجهات المنازل فقط بل امتد إلى وضع رسائل إيجابية كُتبت بالخط العربي من قبل الخطاطين وعولجت إلكترونيًا لتعزيز القيم الإسلامية والحضارية والاجتماعية لساكني الحي وزائريه، كما صممت قوالب أجهزة التكييف لتشكل لوحات فنية للحرف العربي المنحوت في خطوة لإظهار جمالية تكويناتها الفنية والتصميمية مع مراعاة المتطلبات التشغيلية لتلك الأجهزة بما يسمح بمرور الهواء الطبيعي بطريقة هندسية احترافية.



الحي النموذجي بالمدينة المنورة، هو إحدى المشروعات التطويرية الرائدة التي تبناها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة لتحويل الأحياء العشوائية في المدينة المنورة إلى نموذجية وفق رؤية اجتماعية وثقافية بالإضافة إلى رفع مستوى بيئتها العمرانية والجمالية وفق أحدث الخطوط الهندسية التي تواكب تراثنا الإسلامي، ليكون بذلك الحي الذي يُطلق عليه - حي المخاليف - الذي يقع بأحد الأحياء الداخلية بمنطقة حمراء الأسد، التجربة الأولى التي دشنها سمو أمير المنطقة لسلسة من المشروعات في منظومة تحسين الأحياء العشوائية في المدينة المنورة والتي تهدف إلى المزيد من عمليات التطوير والتحسين لمستويات الخدمات العامة بمشاركة ودعم مجموعة من رجال الأعمال والمتخصصين لتنفيذ تلك المشروعات الرائدة لخدمة سكان مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم.



الزخارف الفنية زينت واجهات بنايات الحي النموذجي التي نفذها مجموعة من الفنانين التشكيليين برئاسة أيمن بن سعود حافظ، حيث تولت اللجنة الفنية بمشاركة وعضوية الخطاط عبدالعزيز الرشيدي والخطاط أيمن فريد والفنان التشكيلي مؤيد حكيم، والمصمم أمين قيصران والفنان التشكيلي عادل حسينون ومعالج الخطوط حفيظ الله عالم، مهام تصميم الوحدات الزخرفية والعمل الفني باستخدام الخط الكوفي المربع ومعالجة تلك الخطوط والزخارف لتشكل لوحة جمالية تحمل الكثير الآيات القرآنية والمعاني الجميلة، وقال حافظ: «أضافت الألوان المُبهجة على الزخارف الفنية للمنازل طابعًا خاصًا يحمل رونقًا مدينيًا خالصًا إذ صممت تلك الزخارف وعولجت باستخدام الحديد المقصوص بالليزر وطُليت الشبابيك والرواشين بالألوان الموحدة في حين استخدم حجر المدينة المنورة في تصميم قواعد البنايات لتشكل تلك الأحجار قاعدة قوية راسخة وتحمي المباني من العوامل الخارجية وتم ربطها بالبيئة الخارجية المحيطة. المقاومة لعوامل التعرية كوحدات هندسية لتزيين الأسطح وإضفاء جمالية وشموخ معماري ذي طابع إسلامي حديث بالإضافة إلى وضع ستائر للأبواب تراعي خصوصية المنازل من الداخل عند فتح الأبواب واستخدام الخط العربي كذلك لتزيينها وتصميمها وفق هويتنا الإسلامية لغرس القيم الإسلامية والحضارية والاجتماعية وتحمل في نهاية الأمر التصاميم المعمارية الزخرفية المميزة التي تبعث الرسائل الإيجابية المكتوبة بالخط العربي».
واشتمل المشروع التطويري للحي النموذجي على تطويع الفن الجرافيتي بواسطة الفنان صالح سندي ويزيد الحربي ومحمود جنيد ومصطفى تركستاني وعبدالآله ريس لتجميل واجهات البنايات وخزانات المياه الخارجية الظاهرة في الحي إذ عكفوا على رسم لوحات فنية على تلك الخزانات من خلال استخدام بعض الأجهزة التقنية (باستخدام تقنية أم تي أم) للرسم كذلك على الجدران وجميع الأسطح الخارجية وجرى تنفيذها بأسلوب حديث وطريقة احترافية لوضع لمسة جميلة من الألوان المتناغمة تحاكي جمالية الصورة العامة لكافة المنازل وتساعد في تكوين كتلة معمارية وفنية مترابطة للمساكن الذي يحتضنها الحي النموذجي بالمدينة المنورة.


زخارف فنية
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة