Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

تطوير العشوائيات: ولا ينبئك مثل خبير!

كتب الزميل الدكتور/ ياسين جفري مقالاً في هذه الصحيفة الغراء (1 أكتوبر) بعنوان (التطوير على الطريقة التركية)، والمقصود هنا تطوير العشوائيات المبني على رضا جميع الأطراف، وعلى رأسها مُلاك الوحدات العشوائ

A A
كتب الزميل الدكتور/ ياسين جفري مقالاً في هذه الصحيفة الغراء (1 أكتوبر) بعنوان (التطوير على الطريقة التركية)، والمقصود هنا تطوير العشوائيات المبني على رضا جميع الأطراف، وعلى رأسها مُلاك الوحدات العشوائية التي يُراد تطويرها، وضرب كذلك مثلاً من الواقع هو منطقة (فكرتبة) في الجزء الآسيوي من إسطنبول. ولأن الدكتور ياسين متخصص وممارس، فهو يتحدث عن علم وخبرة وتجربة.
والأجمل من ذلك كله هو عدم الحاجة لضخ أموال كبيرة من قبل الحكومة أو بلدية إسطنبول، وإنما يتم التعاون بين المُلاك والمطوّر والمقاول، فالمُلاك لا يستلمون أموالاً مباشرة في البداية، وإنما ينالهم نصيب من الوحدات السكنية المطورة في حين يضخ المطور جزءاً من التكلفة الكلية في البداية، ولا يمانع المقاول من تملك وحدات أخرى بقدر مساهمته في البناء والتطوير. وعندما يتم البيع مبكراً على الخارطة، تُضّخ الأموال المحصلة لاستكمال التشييد والتطوير.
طبعاً ليس هذا جديداً بالنسبة لتركيا، فقد طُورت معظم المجتمعات السكنية والتجارية على هذا النمط. وهو أسلوب يختصر الوقت والإجراءات ولا يستنزف كثيراً من المال ابتداء، وإنما يُضخ المال تباعاً. ذلكم نموذج ناجح سهل التطبيق، يشارك فيه المعنيون بنفوس راضية دون الشعور بالغبن كما هو الحال في نماذج نسمع عنها، ولا تنتهي إلاّ إلى تأخير يتبعه تأخير.
وفي نظري أن بالإمكان كذلك تطوير كثير من المساحات الشاسعة التي هي بصدد إخضاعها للرسوم، وبالطريقة نفسها، إذ لا عائد فعلي لصاحب الأرض البيضاء إلاّ إذا تم استثمارها بطريقة أو أخرى، وعن طريق إشراك مطورين ومقاولين.
من الصعب فهم أسباب إصرارنا على نموذج واحد يرضي بعض الأطراف، ولا يرضي الطرف الأهم وهو مُلاّك الأراضي! لماذا لا يُقدم لهم نموذج آخر على غرار النموذج التركي أو غيره مما يتسم بمبدأ (لا ضرر ولا ضرار)؟
لن نستطيع إعادة اختراع العجلة، فالنماذج المتنوعة موجودة، وانتظارنا المفتوح لتطوير المناطق العشوائية في جدة ومكة المكرمة تحديداً ليس في صالح أحد، وإنما هو عبء اقتصادي وأمني واجتماعي.
نعم بالإمكان أحسن مما كان! وعسى أن يكون في الذي سيكون!.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store