Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أنديتنا ولعبة الجماجم!

* (كرة القدم) هي اللعبة الأشهر في عصرنا اليوم، ولكن الذي قَـد لايعرفه الكثيرون أن أساس نشأتها قائم على الـدَمَــوِيّــة!

A A

* (كرة القدم) هي اللعبة الأشهر في عصرنا اليوم، ولكن الذي قَـد لايعرفه الكثيرون أن أساس نشأتها قائم على الـدَمَــوِيّــة!
* إذ تحكي بعض المصادر أنّ أحد الـحّـكام الصينيين القدماء كان ظالماً لشعبه، يُـمَـارِس معهم القتل والتعذيب لسنوات طويلة؛ حتى جاء ذلك اليوم الذي استطاعوا فيه قَـتْــلَــه؛ وتكريساً للانتقام منه قطعوا رأسه، ثم أخذوا يتبارون في قَـذفه بينهم بأرجلهم، حتى أصبح مجرد جُـمْـجُـمَـة!
* ليتحول الأمر بعد ذلك إلى مهرجان يقام سنوياً تخليداً لتلك المناسبة، ثم أصبح عادة عند الأجيال اللاحقة منهم، حيث جاءت لعبة اسمها (التسو سو)؛ فيها يتقاذف فريقان رؤوس الأعداء حال الانتصار عليهم، تلا ذلك استبدال الجَـمَـاجم بِـجِـسْــمٍ يصنع من جـلود الحيوانات، كان هذا قبل الميلاد بنحو 2500سنة!
مَـرّت (كرة القَـدم) بعدها بمراحل متعددة حتى حضرت بمفهومها الحديث في إنجلترا سنة 1857م!
* أوروبا تجاوزت البِـدَايات الـدمَــوِّيـة لتلك الرياضة؛ لتصبح عندهم ميداناً لتنافس يحكمه غالباً الـشَّـرف والأخلاقيات النبيلة بين اللاعبين والفَـنّـيّـين والإداريين، ثم الجماهير، ووسائل الإعلام؛ والقوانين الصارمة، والعقوبات الرادعة تمنع أية تجاوزات من أيّ طرف!
وفي (الجانب الاقتصادي) غَـدت كرة القدم عندهم صناعة تُـدِرّ المليارات على الأندية عن طريق موارد مختلفة.
* أما إذا انتقلنا إلى محيطنا؛ فللأسف مازالت آثار البِـدَايات الـدّامِـيَــة لـ (كرة القدم) التي لم نعرفها قائمة؛ حيث لغة الانتقام والـحَــرب، والتعصب الرياضي البغيض الذي يحاول تقسيم المجتمع، وكذا الخروج الكثير والكبير عن النّـص بين طائفة من اللاعبين والإداريين، والإعلاميين؛ وبالتالي الجماهير؛ والواقع فيه الأدلة والشواهِــد!
* وفي ساحة الاقتصاد أصبحت (كُــرة القدم) أنموذجـاً واضحاً للخلل المالي والإداري بتلك الرواتب المتضخّـمَــة جداً للاعبين المحليين، وهناك اللاعبون والمدربون الأجانب الذين مقدمات تعاقداتهم ومرتباتهم الشهرية عناوينها دائماً أرقام فلكية من الدولارات، ثم الإلغاء المستمر لتلك التعاقدات الذي يترتب عليه أيضاً دفع ملايين دولاريّـة كشروط جزائية؛ والنتيجة: (إهدار للأموال، وديون وقضايا في المحاكم الدولية المتخصّـصَـة)!
وهنا مواكبة للأوضاع الاقتصادية التي تعيشها بلادنا، التي تتطلب الترشيد في المصروفات، وبحثاً عن رؤية 2030م لابد من أنظمة رادعة تقضي على ذلك الخلل الذي تعاني منه أنديتنا ورياضتنا وتحديداً كرة القدم، وتحافظ على تلك الملايين الضائعة؛ فالوطن وشبابه بها أولى!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store