حانة.. ومانة!

«يجب أن تفكر كثيرًا قبل أن تقول الحقيقة».
استرعى انتباهي واستحوذ على اهتمامي ما نشر في صحيفة عكاظ في عددها 18326 الصادر يوم السبت 1438/1/28هـ ص17 عن فوز عضو هيئة التدريس بجامعة تبوك والباحث المساعد بجامعة برودو في الولايات المتحدة الأمريكية علي الشمري، وحصده المركز الأول في المسابقة الدولية لـ «التعليم المغامر» (Adventure Education) والتي أقيمت في مدينة لاس فيغاس بولاية نيفادا مؤخرًا، وقد سألني أحد طلاب الدراسات العليا عن مصطلح «التعليم المغامر» مما حرّضني على البحث في أوراقي عن هكذا مصطلح الذي يعدّ حديثًا نسبيًا في الميدان التربوي، إذ كان ظهوره في بداية الألفية الثالثة وإن لم تخني الذاكرة في سنة 2007، هكذا مصطلح له جذور ضاربة في أعماق ثقافتنا الإسلامية ولعلنا نستحضر القول المأثور: (علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل) وهذا ضربٌ من «التعليم المغامر» الذي يُعرّف بأنه: «التعلّم من خلال المغامرة».
إنّ التحوّل من التعلّم النشط (Active Learning) إلى التعليم المغامر (Adventure Education) بينهما علاقة مفصلية إن لم تكن عضوية، فالتعلّم النشط لا يخلو من المغامرة، والتعليم المغامر لا يخلو من نشاط مما يعني أن النشاط محوريّ في كلا النمطين، ولعل القارئ الكريم وخصوصًا المهتم بالشأن التعليمي والتربوي يتذكّر أو يسترجع أنه أتى حين من الدهر والحديث يترى عن محاولات عديدة تتغيّا تطوير التعليم في المملكة لنشله من وهدته وتخليصه من براثن التكلس التي أطبقت على مفاصل حركته حتى انه لم يعد قادرًا على مواكبة متطلبات العصر الرقمي الذي يتكئ على اقتصاد المعرفة، وبدا لنا وكأن الناس تائهة بين حانة ومانة، إذ أصبح من العسير فهْمَ السؤال المركب: هل التعليم للتعليم أم التعليم للحياة؟!
*ضوء: (من لا يتذكّر.. لا يتخيّل).