Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سليمان عبيد.. الإذاعي العالم

فقدت الساحة الإعلامية علمًا من أعلامها يوم الثلاثاء 17 /1 /1438هـ، 18 /10 /2016م، هو الأستاذ سليمان بن محمد عبيد، وهو واحد من جيل الرواد في الإذاعة السعودية، مارس العمل الإذاعي إعدادًا وتقديمًا وإدارة

A A
فقدت الساحة الإعلامية علمًا من أعلامها يوم الثلاثاء 17 /1 /1438هـ، 18 /10 /2016م، هو الأستاذ سليمان بن محمد عبيد، وهو واحد من جيل الرواد في الإذاعة السعودية، مارس العمل الإذاعي إعدادًا وتقديمًا وإدارة.
اختار الانطواء عن العمل الإذاعي ممارسة وظهورًا إثر الإحالة المفاجئة إلى التقاعد عام 1416هـ، ذاق مر الانتقام والحيف فاحتسب وصبر ووجد في الانطواء ملجأ.
تخرج في كلية الشريعة في مكة المكرمة ولذا تميز في إعداد وتقديم البرامج الإسلامية، وكان يعهد إليه بتلك البرامج إعدادًا وتقديمًا لقدرته اللغوية والشرعية، وكان عالمًا بالفقه والتفسير على وجه الخصوص مع ثقافة لغوية عربية عالية، ولذا استحق أن يوصف بالإذاعي العَالِم، فقد عرف كاتب هذه السطور إعلاميين طوقت شهرتهم الآفاق لظهور أسمائهم في الوسائل الإعلامية لكنهم كانوا ضحلي الثقافة العامة، ضعيفي اللغة العربية ما لم يضبط لهم النص.
أدار سليمان عبيد إذاعة نداء الإسلام في عصرها الذهبي عندما كانت منبرًا لكبار العلماء والمفكرين لمواجهة المد الشيوعي في المنطقة، وكانت تسمى صوت الإسلام ثم غُيِّر اسمها إلى نداء الإسلام إثر ظهور إذاعة تحاول منافستها باسم «صوت الإنجيل» في إثيوبيا.
وقد استطاع بعلاقاته الجيدة مع العلماء استقطابهم لإعداد برامج قوية لهذه الإذاعة ونجح في ذلك، ومازالت بعض هذه البرامج المميزة تذاع إلى الآن عن طريق الإعادة، وقد ارتبط اسمه بهذه الإذاعة حتى بعد أن أصبح مديرًا للبرامج في إذاعة جدة ثم مديرًا عامًا لها بجميع برامجها العربية والأجنبية، ومنها إذاعة القرآن الكريم ونداء الإسلام.
كان جيد الإدارة، جيد التعامل مع الإذاعيين، ومما ساعده في ذلك هدوءه ورزانته التي قال عنها بدر كريم في كتابه «نشأة وتطور الإذاعة في المجتمع السعودي»: «عُرف عن سليمان بن عبيد أدبه وحياؤه، وأنه لا يستثار بسرعة، فضلًا عن أنه يتحاور معك بصوت هادئ عميق»، وأضيف: إنه كان إلى ذلك ذا دين وخلق قويم ونفس أبية تتعالى على صغائر الأمور ولا ترخي رأسها لمن يهين الكرام.
سليمان عبيد الإذاعي العالم، الإداري الناجح، الرجل الرزين، بارح الدنيا بذكر حسن، وببرامج خالدة ستبقى مفيدة للأجيال سواء أكانت من إعداده أو من إعداد علماء بارزين استطاع استقطابهم للكتابة للإذاعة، -رحمه الله- فقد عاش نبيلًا، ورحل كريمًا.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store