Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

وادي البترول

بالرغم عن أن روسيا دخلت كلاعب مشارك مع أوبك ، في مجال البترول ، إلا أنه الى الآن لم يتحدد شكل هذا التعاون ، خاصة وأن تصريحات صناعة البترول الروسية تعطي الانطباع بأن هناك شركات بترول روسية لن تلتزم بما

A A
بالرغم عن أن روسيا دخلت كلاعب مشارك مع أوبك ، في مجال البترول ، إلا أنه الى الآن لم يتحدد شكل هذا التعاون ، خاصة وأن تصريحات صناعة البترول الروسية تعطي الانطباع بأن هناك شركات بترول روسية لن تلتزم بما تتفق عليه موسكو مع أوبك ، بالإضافة الى حديث عن زيادة متوقعة في الإنتاج الى جانب التصريح بأنه يمكن لروسيا أن تجمد إنتاجها إذا ما قامت أوبك بخفض الإنتاج من حقولها ، وليس تجميده فحسب . ولن تظهر الصورة الحقيقية لاتفاق قد يلتزم به من وقَّعوه وقد لا يلتزمون سوى بنهاية الشهر الحالي ، نوفمبر .
ويتشارك رئيس أرامكو ، أمين ناصر ، مع الرئيس الروسي ، فلاديميربوتين ، في التفاؤل بعودة البترول الى أسعاره العالية ،ففي العاشر من الشهر الماضي استشهد رئيس أرامكو بدراسة أعدتها وود ماكنزي قالت فيها إن الأبحاث أظهرت أنه تم إلغاء حوالي تريليون دولار مما خصص للتنقيب عن إنتاج النفط ، وذلك منذ عام 2014 . مما سيؤدي الى تقليص الفائض من النفط في الأسواق خلال العقد القادم وأن الطلب يمكن أن يرتفع الى مائة وأربعة ملايين برميل يومياً بحلول عام 2040 ، أي بزيادة عشرة ملايين برميل عما هو عليه اليوم ، وكان الرئيس الروسي قد قال قبله بيوم واحد أن صناعة البترول تشهد أطول فترة انحسار للاستثمار فيها خلال 45 عاماً . مما سيؤدي الى ارتفاع عالٍ للأسعار مستقبلاً.
هذا عن المتفائلين ، إلا أن هناك متشائمين لا يرون أن للبترول مستقبلاً جيداً من ناحية الأسعار ، في المستقبل المنظور.وتواصل إيران التي تفرض على العراق الالتزام بما تقول ، تحديها لأوبك وإصرارها على عدم التفاهم على تجميد أو خفض للإنتاج . وهناك احتمالات أخرى بعودة ليبيا ونيجيريا وكازاخستان الى الأسواق بكميات أعلى من الإنتاج . بينما تواصل التكنولوجيا خدمة إنتاج البترول الصخري ، خاصة في أميركا ، بكلفة تتدنى بشكل متواصل .وتتميز بالقدرة على إقفال الآبار خلال وقت وجيز والعودة الى الإنتاج بشكل سريع أيضاً . وهو ما لايتوفر للإنتاج من الآبار التقليدية .
وإذا كانت التكنولوجيا توفر ميزات لم يكن أحد يحلم بتحقيقها حتى سنين قريبة ، وكون السعودية بلد بترول رئيسياً في العالم ، لماذا لا تسعى المملكة الى تبني إنشاء منطقة يتم تخصيصها لجذب القادرين من الكفاءات الوطنية وغيرها على إجراء أبحاث ودراسات متقدمة تتعلق بصناعة البترول ابتداءً من الإنتاج والتنقيب وانتهاء بمختلف أنواع الصناعات التحويلية ، بحيث تصبح المملكة مركزاً ومرجعاً عالمياً لصناعة البترول . ومثلما اهتمت أميركا بالدراسات والأبحاث وخصصت للتقنية أنظمة تشجيعية وساهمت في إنشاء ( وادي السيليكون )، لماذا لا تسعى المملكة الى تبني منطقة يتم اختيارها للعقول المبتكرة في مجال صناعة النفط بمعناها الواسع ، ويمكن استخدام نفس التعبير المشهور لوادي السيليكون وتسميتها ( وادي البترول ) . وتقديم التسهيلات للشركات التي يتم إنشاؤها في هذه المنطقة لتقوم بتطوير اختراعات تستفيد منها الصناعات البترولية مثل البتروكيماويات وغيرها . وإتاحة الفرصة للصناعات المرتبطة بالنفط والغاز الى التوسع والابتكار ،أكان في مجال صناعات جديدة أو في مجالها الحالي وتحويلها الى قوة اقتصادية قوية مبنية على الابتكارات ورؤوس الأموال الوطنية .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store