Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

تأهيل الوزراء بين ثقافتين!!

*من مآثر «ثامنة» الصحافي والإعلامي الأستاذ داود الشريان وخصوصًا في حلقته الأخيرة أنَّه فجَّر قضايا عديدة تتصل بقدرات المسؤولين الذين يحتلون مناصب قيادية في الدولة، وخصوصًا تلك المتصلة بالشأن العام وقض

A A
*من مآثر «ثامنة» الصحافي والإعلامي الأستاذ داود الشريان وخصوصًا في حلقته الأخيرة أنَّه فجَّر قضايا عديدة تتصل بقدرات المسؤولين الذين يحتلون مناصب قيادية في الدولة، وخصوصًا تلك المتصلة بالشأن العام وقضاياه وهمومه، وقد تناول الكاتب في هذه الصحيفة الغراء الأستاذ أحمد العرفج في مداد حبره الأصفر وبأسلوبه الساخر ذلك الموضوع مطالبًا بالقيام «بدورات لبعض الوزراء وتأهيلهم لتعلُّم التعامل والتخاطب مع وسائل الإعلام».
* ولنا أن نسأل عن دور مجلس الشورى في تهيئة أعضائه الذين يصعد بعضهم السلم ويرتقي درجاته ويضْحى المسؤول الأول عن هذا المرفق أو ذاك، فهل أسلوب المداخلات المعمول به في المجلس يمكن عن طريقه الكشف عن المواهب الفطرية التي يتمتع بها بعض أعضائه من حيث منح العضو مدة كافية في التعليق عند عرض الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، وهل هو أسلوب عملي وحواري؟! .
ففي التقاليد البرلمانية العريقة في الغرب، يوجد من يتحدث أو يداخل وأمامه مدوّنة خاصة به، ومنهم من لديه القدرة للحديث لمدة تطول أو تقصر من دون مدوّنة وكان هناك نفر محدود في البرلمان البريطاني يجيد مثل هذا الضرب من الخطابة ويطلق على الواحد منهم مسمى «Orator» ،وتترصد الصحافة هناك أخطاء النواب الكلامية والمؤثرة في أدائهم البرلماني .
وقد كنت في عام 2005م وأثناء الانتخابات التي صعد فيها توني بلير لرئاسة الوزراء للمرة الثانية بعد فوزه بتلك الانتخابات، وكان زعيم الأحرار الديموقراطيين تشارلز كيندي Kennedy استطاع أن يرتقي بحزبه ويحصل على ما يقرب من خمسين مقعدًا في البرلمان، وللتأريخ فلقد كان كيندي من أكثر المعارضين مع أعضاء حزبه للحرب على العراق ولكنه في ندوة بعد الانتخابات مباشرة تلعثم عند إجابته على سؤال اقتصادي وُجِّه إليه، فسرى همس في صفوف الحزب عن هذه الهفوة الكلامية، وكان كيندي من الشجاعة بمكان أن يعلن استقالته من زعامة الحزب ويفتح المجال أمام شخصيات أخرى تقود الحزب.
*ولعلّي أختم هذه المقالة بموضوع هام أشار إليه الزميل العرفج في مقاله وذلك عندما ذكر «أحيانًا أظن -وليس كل الظن إثمًا- أن تصريحات بعض الوزراء مستفزة للشعب» وهي تصريحات - كما ذكر عزيزنا - «تؤذي المواطن وتجعله يشعر بالإحباط» ،وأجدني متفقًا معه في ضرورة أن يكون تصريح المسؤول حافزًا إيجابيًا وفاتحًا لأبواب الأمل أمام المواطن المثقل بالهموم التي هو في أمسِّ الحاجة إلى من يبددها عنه حتى يضْحى لحياته ووجوده معنى وقيمة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store