Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

نيويورك تايمز تسيء لمصداقيتها «عربياً»

لا خلاف على أن صحيفة نيويورك تايمز هي واحدة من أهم الصحف في العالم وأكثرها تأثيراً، وقد استعنت بها شخصياً في العديد من كتاباتي، وبشكل خاص في كتابي «الإعلام القديم والإعلام الجديد، هل الصحافة المطبوعة

A A
لا خلاف على أن صحيفة نيويورك تايمز هي واحدة من أهم الصحف في العالم وأكثرها تأثيراً، وقد استعنت بها شخصياً في العديد من كتاباتي، وبشكل خاص في كتابي «الإعلام القديم والإعلام الجديد، هل الصحافة المطبوعة في طريقها للانقراض؟»، حيث اعتبرتها مثالاً يحتذى للتطور الإعلامي والقدرة على الإبداع. لكني للأسف بدأت –ومثلي كثيرون- أفقد الثقة بمصداقية وموضوعية هذه الصحيفة التي بدأت بالانحياز خاصة في أخبارها المتعلقة بالسعودية. الأمثلة لدي كثيرة، لكنني سأكتفي بمثال واحد لا زال يتفاعل بقوة على شبكات التواصل، ويتعلق بتغريدة الصحيفة على صفحتها على تويتر والتي وجَّهتها للنساء السعوديات تطلب فيها إخبارها عن حياتهن ومشاكلهن كسعوديات.
لا شك أن من حق أي صحيفة نشر الأخبار والتحقيقات وفق ما تراه، لكن غير المقبول هو التحوير المتعمد للنتائج والانتقائية في اختيارها بشكل يخدع القراء ويشوِّه صورة الآخرين. فبعد نشر التغريدة تفاجأت الصحيفة بردة فعل عكسية تمثلت في عاصفة من التعليقات الغاضبة من أعداد ضخمة من نساء ورجال في السعودية شكك معظمهم في حسن نية الصحيفة وكونها أبعد ما تكون عن الاهتمام بمصلحة المرأة السعودية، وطالبوا الصحيفة بالاهتمام أولاً بالمرأة الأمريكية التي تعاني وفقاً لكثير من التعليقات من انتشار العنف والاغتصاب والحاجة. أما صحيفة الشرق الأوسط فقد وصفت التغريدة بالمستفزة وأنها «غير موفقة ووصفها البعض بالتحريضية والخارجة عن الخط المهني الرصين للصحيفة العريقة».
الغريب أن الصحيفة العالمية تجاهلت تماماً التعليقات الغاضبة ولم تراعِ الأمانة الصحفية التي تقضي باعتبارها آراء مشروعة يجب أخذها في الحسبان والإشارة اليها في التحقيق، وهو ما لم تفعله الصحيفة. والأدهى من ذلك أن المراسلة التي أعدت التحقيق سخرت من تلك الآراء في لقاء صوتي معها معتبرة إياها مجرد «لغط هدفه فقط التشكيك في الصحفي الأجنبي من أجل إسكات الناس»! وذكرت المراسلة أن عدد الردود بلغ 6000 رد محاولة الإيحاء بأنها جميعها لنساء سعوديات متذمرات من أحوالهن الحياتية. وقالت إنها تأكدت من أنهن جميعاً سعوديات لأنها تواصلت معهن جميعاً بالإيميل وأكدن لها ذلك، وهو أمر يثير الشك والتساؤل.
وعلى موقع الصحيفة على الانترنت تم كتابة عنوان للتحقيق لا يعكس اطلاقاً الردود الواردة، حيث كان العنوان: «أعيش حياة كذب: النساء السعوديات يرفعن أصواتهن».
وتم اختيار أول تعليقين لاسمين مستعارين يقولان:
«لا يسمح لنا حتى بالذهاب للسوبرماركت بدون إذن»
«نظام الولاية يجعل حياتي جحيماً. نريد أن نقضي وقتاً مع صديقاتنا ونخرج لتناول الغداء، أشعر أني بائسة».
للعلم، الصحفية (منى النجار) حضرت للسعودية ولا شك أنها ذهبت الى الأسواق والمطاعم ومحلات السوبرماركت، فهل وجدتها خالية من النساء؟ الطريف أن العكس هو الصحيح، وأن من يشكو حاله هنا هم الرجال الذين يتم منعهم كثيراً من دخول تلك الأماكن المكتظة بالنساء.
ختاماً، لاحظت كثيرا أن العرب الذين يحملون جنسيات دول غربية هم أكثر الناس قسوة واضراراً ببني جلدتهم، ربما سعياً لإثبات ذاتهم، غير مدركين أن مساعي الإساءة تلك تلحق ضرراً أكبر بسمعة المؤسسات «المحترمة» التي يعملون بها، بل وسمعتهم الصحفية أيضاً.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store