Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ما بعد قرار اليونسكو!

أخيرًا، وبعد انتظار طويل وجدل مثير أقرت منظمة اليونسكو الدولية بشكل نهائي (لا يقبل النقض أو التغيير)، بأن لا وجود لأي علاقة لليهود بالمسجد الأقصى وحائط البراق (المدينة 27 الميزان).

A A
أخيرًا، وبعد انتظار طويل وجدل مثير أقرت منظمة اليونسكو الدولية بشكل نهائي (لا يقبل النقض أو التغيير)، بأن لا وجود لأي علاقة لليهود بالمسجد الأقصى وحائط البراق (المدينة 27 الميزان). وتضمن القرار المكون من 17 بندًا إدانة واضحة للانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى وما حوله، كما طالب القرار بإعادة الأوضاع في المسجد الأقصى إلى ما كانت عليه قبل شهر أيلول عام 2000م عندما كانت دائرة الأوقاف الأردنية صاحبة السيادة الكاملة على المسجد.
طبعًا لا يتوقع عاقل راشد إذعان الدولة العبرية المحتلة للقرار الدولي الصادر من الجهة المخولة بالنظر إلى الاستحقاقات الجغرافية التاريخية لأي تراث في هذه المعمورة. لكن المقلق أن نركن نحن معشر العرب والمسلمين إلى هذا القرار وتأخذنا غفلة طويلة دون استثماره على الوجه المأمول للضغط على الكيان المغتصب المأفون.
أول المشكلات الكبرى هو انحياز بعض الأنظمة إلى الدولة العبرية، كما محاولة بعض وسائل الإعلام المتصهينة تلميع صورة الصهيونية القذرة. هؤلاء يجب أن يُوضعوا في الميزان، وأن يعرف الناس مواقفهم وانحيازهم المدفوع بمصالح قريبة وأوهام بعيدة وضلالات منكرة.
بيد أن هذا القرار وأمثاله يصب دائمًا في مصلحة (تآكل) الدعم الأعمى الذي تمتعت به إسرائيل لعقود مضت، حتى وإن كان قرارًا من جامعة محترمة أو من رابطة أعضاء هيئة التدريس فيها أو أحد المؤسسات أو المنظمات أو الأقسام العلمية المنبثقة منها. الله غالب على أمره، وأقداره تسري في هدوء، فله الحكمة البالغة وله التدبير الأمثل.
وجدير بالذكر التنويه بحجم (الفشالة) التي ضُربت بها وجوه القوم (المطبّعين) الذين يزعمون تحركًا (ذاتيا) لخدمة سلام موهوم لن يحققه إلاّ فعل القوة الذي سيبرز يومًا بعد بلوغ الأجل المحتوم القاضي بنهاية هذه الدولة العنصرية المعتدية. وهو بلا ريب أجل ينتظر استحقاقات كبيرة لا بد لأصحاب النصر النهائي من تحملها وتحقيق متطلباتها.
قرار اليونسكو مبهج بقدر ما هو مؤلم! هو مبهج لأنه يؤصل لحقيقة تاريخية قديمة راسخة، ومؤلم لأن تنفيذه في عصرنا الحاضر يدخل في تصنيف يضم الغول والعنقاء بسبب ما أصاب معشر العرب والمسلمين (بفعل أنفسهم) من الضرّ والبأساء.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store