Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عرب البطيخ !!

• المتابع لتاريخ العرب وتطورهم - على اعتبار أنهم تطوروا - لابد أنه لاحظ أن كل حقبة تاريخية كانت تتسم بتسمية معينة ، تبعاً لخصائص عرب تلك المرحلة ومميزاتهم ، بدءاً من عند العرب البائدة مروراً بالعاربة

A A
• المتابع لتاريخ العرب وتطورهم - على اعتبار أنهم تطوروا - لابد أنه لاحظ أن كل حقبة تاريخية كانت تتسم بتسمية معينة ، تبعاً لخصائص عرب تلك المرحلة ومميزاتهم ، بدءاً من عند العرب البائدة مروراً بالعاربة والمستعربة ، والجاهلية ، وليس انتهاء بعرب المهجر وعرب الـ 48 وهلم عرباً ! . واذا ما تجاوزنا التقسيم الطريف للدكتور يوسف الشيراوي لعرب الستينيات الى عرب العز وعرب الطز وعرب الهز ،فإنه يمكن وبقلب مرتاح تسمية معظم عرب هذه الأيام التي وصل فيها بنو يعرب قمة التشرذم والضعف والتخاذل والاحتراب الداخلي بعرب البطيخ، أو قل إن شئت عرب الفخار.
• وعرب البطيخ يا سيدي هم العرب الأكثر هشاشة وضعفاً في الشخصية بين كل حاملي هذا الجين ، والأكثر قابلية للتهشم والانكسار على مر التاريخ ، والعجيب أنهم الأكثر اصطداماً ببعضهم ، والأكثر طحناً وسحقاً وقتلاً لبعضهم على طريقة المثل الدارج (بطيخ يكسر بعضه ) ، وقبل أن تتهمني بالسوداوية وجلد الذات يكفي أن ترفع رأسك قليلاً لتشاهد بعيني رأسك ما يحدث في العراق وسوريا وليبيا وغيرها ولتدرك كيف يتحركون ويتقاتلون هناك بـ ( ريموت كونترول) خارجي ! ، ثم أعد النظر لترى أيضاً أن عدد العرب (الهالكة ) الذين قتلوا على يد بني جلدتهم أكثر بكثير ممن قتل منهم التتار وبقية الأمم !. ثم هل قرأت أو سمعت طوال تاريخ الأرض العربية من بغداد شرقاً وحتى ( نواق الشط) غرباً أن يقتل العرب بعضهم تفجيراً وهم يصلون في المساجد ، إلا بعد أن ضربت الطائفية أطنابها ، وعادت إلينا الجاهلية بواسطة التقنية الحديثة ، وبعد أن تحول الخونة والمهرجون الى قادة ومنظرين ومفكرين يقبضون بالدولار واليورو والريال الإيراني . ليس عجيباً إذاً أن يبلغ الجنون منتهاه، وأن يحوّر المتشددون سلام الإسلام وطمأنينته المتمثل في ( الله أكبر) إلى إشارات لبدء قتل وتفجير بعضهم باسم الله ، وطلباً لبركته وعونه ! ..في زمن عرب ( الجح ) ياسيدي وضع العدو التاريخي للعرب ( إسرائيل) قدماً فوق الأخرى ، ودخن ( الأرجيلة ) العربية ، وهو يستمتع بمشاهدة النسخة العربية من فيلم الإخوة الأعداء .
• من يقرأ عنوان المقال ، ربما يضحك لأول وهلة ، لأنه سيجزم أننا نمزح بالتأكيد ، لكنه للأسف ليس مزحاً ، بل واقع عربي ثقيل ومرهق.. ففي هذا الزمن النكد الذي يقود فيه العملاء بعض أجزاء بلاد العرب، وتتداعى إيران وغيرها من الأعداء الى قصعتنا ، وينخر ثالوث الطائفية والجهل والفقر في عقول معظم دهماء العرب، ويتحول فيه التافهون الى أبطال ونجوم ، لابد أن تتعطل البوصلة، و (يتزهمر ) العقل العربي، ويصبح التفكير كفراً، والقتل سُنة ، ويستسلم العربي البسيط والمغلوب على خبزه، والذي يحمل فوق رأسه هماً يأكل الدهر منه لواقعه المر ، ليقوده العملاء والخونة الى حتفه. !.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store