افقع وجهك !!

• هذا حوار دار بيني وبين طفل لا يتجاوز عمره عشر سنوات ويدرس في الصف الرابع الابتدائي ،حيث كنت في أحد البوفيهات أنتظر دوري في هدوء وكنت أرقب كل من حولي ،وإذا بي أرى ذلك الطفل يقف أمام زملائه ليسيء إلى عامل « البوفيه «،وكان حواره معه مملوءاً بالقبح وقلة الذوق ،كما كانت ألفاظه جد نابية، وكان جسده يرقص كحبة فشار ،وكان في كل مرة يهجم على العامل الضخم وقبضته تريد أن تسدد له لكمة طائشة ، نعم كان يبدو كمصارع قزم يتوق بحماس للانقضاض على خصمه وهو يصرخ ويردد» والله افقع وجهك « ، حاولت معه ليقف ومن ثم أخذته جانباً لأسأله بعض أسئلة صغيرة !! كيف يا ترى يستطيع هذا المسكين أن يعيش بدون وجه ، ومن ثم كيف تستطيع أن تصل (أنت ) إلى وجه هذا العملاق الذي يكبرك سناً وقامة ، كان زملاؤه يضحكون مني وهو يتوعد ويهدد بينما كنت أحاول أن أمتص غضبه وأضحكه ،فربما أستطيع أن أساعده في التخلص من عدوانيته بهدف تعليمه درساً في الأخلاق وكيفية التعامل والتأدب مع الآخرين ...،،،
• الأخلاق هي قضيتنا اليوم والتي من أجلها أتمنى من وزارة التعليم التركيز عليها وتعليم الصغار في مدارسهم القيم وتقدير الضيوف الذين يعملون في بلدنا أياً كانت مهنتهم لكي لا تكبر هذه النماذج السيئة وتتكاثر في مجتمعنا والتي نراها اليوم في الشارع ومعاركه المستمرة !! للأسف بعضها تربت بيننا وكبرت في بيئة علَّمتها كيف تصارع الآخر وكيف تنتقم منه وكيف تدميه وكيف تنهي الخلاف بطريقة مأساوية ،ومثل هذا الطفل هو بالتأكيد لا يحتاج إلى أكثر من بيت يربيه ويصنع منه أنموذجاً جميلاً ومدرسة تحقن في ذاكرته الصغيرة القيم لا أكثر ...،،،
• ( خاتمة الهمزة) ... في دبي قرروا إدراج مادة الأخلاق في مدارسهم وأرى أننا نحن أحوج في هذه المرحلة الحاسمة الى قرار كهذا يحمي المجتمع من سلوك العنف ... وهي خاتمتي ودمتم .