Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الصديق المختار وصديق المنصب !

في هذه الحياة يمر الإنسان بمحطات مختلفة ويسعى من خلالها إلى الثبات على مواقفه وعلى مبادئه ،وبحكم عملي سنوات طويلة في الغربة واحتكاكي بالعديد من الأشخاص سواء من أبناء وطني أو من الخارج اكتسبت تجربة كبي

A A
في هذه الحياة يمر الإنسان بمحطات مختلفة ويسعى من خلالها إلى الثبات على مواقفه وعلى مبادئه ،وبحكم عملي سنوات طويلة في الغربة واحتكاكي بالعديد من الأشخاص سواء من أبناء وطني أو من الخارج اكتسبت تجربة كبيرة وتعرفت أكثر على ملامح واستقرأت شخصيات بعض البشر من خلال صفاتهم ومسيرتهم وأيضاً من خلال قراءتي لمواقفهم وأطروحاتهم .ولأني أحب الشفافية وعاشق للموضوعية لا أعرف الاختباء وراء كلماتي فإن هنالك العديد من الاصدقاء فرضت المناصب والأمور العملية وجودهم كأصدقاء عمل وزملاء مرحلة وهذا لا يعني أن لا أنتقدهم أو أن أخالف بعض ما يقومون به حيث يظل العمل عملاً والأمور الشخصية أمراً آخر، وأيضاً هنالك أصدقاء أعتز بهم فبعضهم صديق منذ الطفولة اخترنا بعضنا كأصدقاء بعهود إنسانية وشخصية وثنائية عنوانها الوفاء وقوامها الصدق ومستقبلها الصفاء والنقاء والود المتبادل وهذه النوعية أعتز بها وهي من أهم دوافع الحياة الجميلة والسيرة العطرة التي تظل شاهدة لك أمام صديقك وشهادتك شهادة له في غيابه .
ومن منطلق حرصي على هذا الوطن فإن هنالك البعض ممن استغلوا مناصبهم في جمع الثروات ولعل أحدهم والذي أبلغني أحد الأصدقاء المقربين بصداقتي معه التي كانت صداقة منصب وعمل وقلت له إني أرفض تصرفاته وترهاته بعد تحوله من مسؤول سابق إلى صاحب ثروة والى باحث !! وقد حشر أنفه في ما لا يفقه بحثاً عن الشهرة بعد أن جمع المال ليسرف في خطوة الشهرة المؤدلجة في علوم ومحاضرات لا يعرف عنها شيئاً ويقول فيها شرحاً وتفصيلاً لأمور يجهلها ويجمع أمامه جمعاً من المصفقين وشلة المجلس ممن يشجعونه بحثاً عن مصالحهم هم أيضاً .
الصداقة كنز إنساني هام يقوم على أسس والصداقة الدائمة هي تلك التي لا تعتمد على مصالح شخصية ولا على منافع ذاتية وإن حكمنا ذات يوم بصداقات فقد كانت مؤقتة بحكم العمل فقط نظل نحترمها ما دامت تحترم هذا الرابط الانساني على أن تحكمها أساسيات العمل الموضوعية وضروريات الزمالة المهنية اللازمة فإن تجاوزت حدودها فإن أي عاقل حصيف سيبادر بإنهاء ذلك خصوصاً اذا أساء أي صديق منصب أو زميل مهنة للقيم الواجب الامتثال لها في هذا الاطار.
لذا أتمنى من كل صديق صادقته ذات يوم ومن كل انسان يمتلك مسمى صداقة المنصب أن لا يؤثر فيه المنصب سواء عندما يقوده للثراء أو يضعه في اطار جديد من توظيف مصالحه على أساس هذه الصداقة وما أجمل أن يحول صديق المنصب الصادق الصدوق هذه الصداقة لتكون بينه وبين الأطراف الأخرى دائمة وإن ظلت في حدودها فالجدير بها أن تظل شفافة موضوعية لا يشوبها مصالح الذات ومطامع «الأنا « وأهداف النفس.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store