الاختياري والقسري

هناك فرق بين السماح والقسر، الأول يظل الموضوع تدريجياً ومرهوناً برغبة المستثمر من جهة وحاجة المستهلك من جهة أخرى، لكن القسري يعني إما أن تؤديه أو تخرج من السوق، والأول يتماشى مع رؤية 2030 التي تنادي بدعم القطاع الخاص، وتنويع مصادر الدخل.
النموذج الاختياري تجده في قرار تأنيث الصيدليات، لفتح فرص عمل جديدة للمواطنات، حيث أصدرت وزارة الصحة قراراً يسمح بمزاولة المهنة الصحية للكوادر النسائية السعودية في ثلاث منشآت، تشمل الصيدليات، والمستحضرات العشبية، ومحال النظارات الطبية الواقعة في المجمعات والأسواق التجارية المغلقة داخل المدن، مع إبقاء المحال الرجالية.
والنموذج القسري تجده، في قرار بيع وصيانة الجوالات، حيث أصدرت وزارة العمل قبل ستة أشهر قرارها بقصر العمل بالكامل في مهنتي بيع وصيانة أجهزة الجوالات وملحقاتها على السعوديين والسعوديات فقط، وذلك بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة ووزارة الشؤون البلدية، ووزارة الاتصالات، بالتوطين أو الإغلاق.
وتعتزم وزارة العمل لاحقاً، توطين قطاع مبيعات السيارات في الوكالات ومكاتب التأجير بعد ستة أشهر، ما يتيح حسب معلومات أولية 9000 وظيفة للسعوديين، وذكرت الوزارة أن قطاع السيارات هو أحد القطاعات المستهدفة للتوطين في الوزارة خلال المرحلة المقبلة إلى جانب قطاع الاتصالات، ، وبعدها يأتي وظائف أسواق الذهب، وأسواق الخضراوات.
آمل من وزارة العمل أن يكون توطين قطاع مبيعات السيارات ومكاتب التأجير، وبعدها الذهب والخضراوات، بالنظام الاختياري الذي يسمح بالتدرج، ويعطي فرصة متكافئة للسعوديين والسعوديات، والابتعاد عن الأسلوب القسري الحاسم، والمفاجىء الذي يسبب الإرباك، والإغلاق والخروج من السوق الذي قد يضعف الاقتصاد.
#القيادة_نتائج_لا_تصريحات
يقول الكاتب الأمريكي ريد مركام: القادة يَرَوْن الفرصة في كل أزمة، ولا يَرَوْن أن هناك أزمة عند الاستفادة من كل فرصة.