Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عبد الله العمري رمز الوفاء!

سبقني الزميل ابراهيم نسيب بالكتابة عن ترجُّل أحد رموز الصحافة المحلية ،خلال فترة طويلة كان وفيًا لصحيفة المدينة وقرائها وعلى علاقة متميزة مع العاملين بها.

A A
سبقني الزميل ابراهيم نسيب بالكتابة عن ترجُّل أحد رموز الصحافة المحلية ،خلال فترة طويلة كان وفيًا لصحيفة المدينة وقرائها وعلى علاقة متميزة مع العاملين بها.
تعرفتُ على الاستاذ عبد الله العمري بعد عودتي
من كندا حيث كنت أعمل في منصب المندوب الدائم في مجلس منظمة الطيران المدني الدولي ،وقررت أن أمارس الكتابة في الصحف المحلية.
وشاءت الصدف أن التقي بالأستاذ عبد الله العمري نائب رئيس تحرير صحيفة المدينة ،ومن اللحظة الأولى عندما عرف أنني راغب في الكتابة أصر على أن أكتب في المدينة. بدأت المشوار وأنا اعرف القليل عن جو الصحافة المحلية لأن كل كتاباتي السابقة كانت في مجال الهندسة والطيران والسياسة الدولية بحكم الخبرة والتخصص أيضًا في
العلاقات الدولية؛ ولكن الكتابة في الشأن العام المحلي لها ضوابط مختلفة ،وعبد الله العمري كان أستاذًا محترفًا محيطًا بكل الجوانب من منطلق خبرته الطويلة في مجال الصحافة والإعلام.
كنت أرجع إليه في بعض الحالات عندما أجد صعوبة في معرفة أسباب حذف بعض الجمل أو الكلمات من
المقال الذي أبعث به لإدارة التحرير وفي كل الحالات كانت أجوبته مقنعة حتى وإن اختلفنا في بعض المواقف.
والعمري كان مفتونًا بمصلحة الصحيفة التي تُعد أحد أركان الصحافة السعودية لتقديم خدمة وطنية بامتياز تطرح
هموم الشأن العام وتشارك في تشكيل الرأي المفيد لمن يهتم بالاتعاظ بما تطرحه الصحف وكتابها.
كرم الرجل بإسداء النصيحة وخبرته ومعرفته الواسعة وتأهيله الجامعي وضعته في مكان بارز. فإن كتب فرأيه يُعتد به
وإن أدار فله لمسات واضحة في ميدان الإدارة, وإن اختلف مع أحد يُبقي الباب مفتوحًا وهذا النهج الإداري المميز الذي تحتاجه المؤسسات العامة في مجال الصحافة وغيرها.
عبد الله العمري بدأ مشواره مع بداية النهضة الصحفية في المملكة وعاش الأجواء والتقلبات بشجاعة ونبل أصيل واختار أن يترجل في وقت تعاني فيه الصحافة الورقية من تراجع الدخل ومنافسة وسائل التقنية الحديثة التي أصبحت تهدد أكبر الصحف في العالم بالتخلي عن الوسائل التقليدية والاكتفاء بالتصفح على الانترنت.
استمرارية الصحف في وقت الشدة تحتاج لأيادٍ مدبرة حكيمة وابتعاد رجل في مقام الأستاذ عبد الله العمري سيترك فراغًا في الوسط الصحفي لأن الولاء والتفاني الذي
يحمله أبو عبد العزيز لوطنه أولًا ولصحيفة المدينة وقرائها سيظل ذكرى عطرة في وجدان محبيه يترجمها احترام مميز بين أقرانه في مجال الإعلام المحلي.
وأنا هنا أكتب بقلم المحايد ولكني أشعر بالأسف الشديد بأن
يُقدِم الأستاذ عبد الله العمري وهو رمز من رموز الإخلاص والتفاني والوفاء على الترجل في هذه المرحلة الحساسة وأتمنى له التوفيق والسداد في مشوار حياته الجديد.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store