Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ضعف القراءة والتعبير عند الطلاب

استوقفني تصريح لوكيل وزارة التعليم للمناهج والبرامج التربوية في صحيفة «المدينة» الخميس 3 /2 /1438هـ، 3 /10 /2016م، الذي «أكد فيه أن جزءًا من ضعف التحصيل الدراسي لدى الطلاب والطالبات مرتبط بضعف قدرتهم

A A
استوقفني تصريح لوكيل وزارة التعليم للمناهج والبرامج التربوية في صحيفة «المدينة» الخميس 3 /2 /1438هـ، 3 /10 /2016م، الذي «أكد فيه أن جزءًا من ضعف التحصيل الدراسي لدى الطلاب والطالبات مرتبط بضعف قدرتهم على التعبير عما في أذهانهم من أفكار، أو ضعف استيعابهم لما يقرأون بسبب مهارة القراءة».
وتذكرت كيف كانت قدرات الطلاب على القراءة والاستيعاب قبل إلغاء مادة القراءة، وكيف كانت قدرتهم على التعبير كتابة قبل إلغاء مادة الإنشاء أو التعبير، حيث كان المعلم يطلب من طلابه أن يقرأوا الموضوع في الفصل، الطالب بعد الآخر، ويصلّح ما يقعون فيه من أخطاء ليعتاد الطلاب على القراءة المسموعة أمام زملائهم.
كذلك كان للإنشاء حصة أسبوعية يحدد فيها المعلم موضوعًا ويطلب من طلابه الكتابة فيه، ويحدد لهم عناصر تساعدهم على الكتابة، ثم يصحح لهم، ولذا خرج كتَّاب ومبدعون اعتادوا على الوصف أو التعبير عن موضوع عام أو خاص. وكانت تنشر موضوعاتهم في الصحف الحائطية التي أصبحت تاريخًا.
وفي تحسين الخطوط كان الطلاب يُعلَّمون كيفية رسم كل حرف في خطّيْ النسخ والرقعة، وقد يمتد إلى بقية أنواع الخطوط، وكانت في المدرسة جمعية تحسين الخطوط، وكان الخط بالريشة لا بالقلم، فهو يُدرَّس على أنه فن جميل.
مهارة القراءة، ومهارة الاستيعاب ومهارة التعبير، ومهارة تحسين الخط لا تكون إلا بالمراس، وفي الدول المتقدمة يركزون على ذلك، من يتذكر طلاب المراحل الابتدائية في بداية التعليم عندنا يتذكر كيف كان خريج الابتدائية يُعيَّن مدرسًا، وأغلب ذلك الجيل خطوطهم جميلة.
إلغاء مادة القراءة ومادة التعبير -وهما ممارسة عملية- هو سبب ضعف الطلاب في التعبير نطقًا وكتابة، وأضعف مقررات لمواد اللغة العربية هي المقررات الحالية، حيث دُمجت اثنتا عشرة مادة في مادة واحدة، وسُلب منها حتى اسم اللغة العربية وسميت لغتي، فصار الطالب ضعيفًا في النحو، وفي التعبير والتذوق الأدبي، وفي الإملاء والخط. أما البلاغة فلا تكاد توجد، وأحيانًا تدرّس نصوص أدبية لمعاصرين وكانت من قبل لفصحاء العرب إبّان الفصاحة العربية.
ما دامت اللغة العربية هي مزيج كما هو حاصل الآن فلا يتوقع أن يُحْسن الطلاب القراءة، ولا الإنشاء، ولا التذوق الأدبي، فالمنهج الضعيف لن يخرج إلا طالبًا ضعيفًا، أما القراءة الحرة وتشجيع الطلاب عليها فقد صارت أثرًا بعد عين، بل إن المعلم صار يلخص الكتاب في صفحات لا تعلم قراءة، ولا تفيد فهمًا، بل إن الطالب يحفظ وينسخ في الاختبار، والشيء نفسه يقال عن تعليم اللغة الإنجليزية.
المقرر القوي ينتج طالبًا قويًا: قراءة وتعبيرًا، أما الضعيف فلا ينتج إلا طالبًا عييًا يتلكأ حتى في الجملة الواحدة، وخير معوِّد على نطق الكلمات والجمل هو حفظ القرآن الكريم كما كان سابقًا في المدارس.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store