Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

احذر منها

الشائعات لم تعد مجرد أخبار كاذبة أو معلومات مزيفة، يلقيها شخص ما، بقصد الفكاهة أو التضليل أو البلبلة بدون هدف، بل أصبحت أكثر من ذلك حيث يقف خلفها مؤسسات متخصصة ووسائل إعلام احترفت استثمار التقنية والت

A A
الشائعات لم تعد مجرد أخبار كاذبة أو معلومات مزيفة، يلقيها شخص ما، بقصد الفكاهة أو التضليل أو البلبلة بدون هدف، بل أصبحت أكثر من ذلك حيث يقف خلفها مؤسسات متخصصة ووسائل إعلام احترفت استثمار التقنية والتلاعب بالمعلومات، وتقديمها بهدف إضعاف الجبهة الداخلية في أي دولة.
وتكثر عادة الشائعات أيام الأزمات والحروب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام على أنها حقائق دامغة، وتعتبر مواقع التواصل الاجتماعي، مرتعًا خصبًا لانتشارها، بحكم استخدام الناس لها بكثرة وعدم وجود سيطرة عليها أو رقابة، والمجتمع أصبح يصغي للشائعات التي تتناقلها بشكل لافت، بل تثار الموضوعات المختلفة المتعلقة بها وكأنها حقيقة، فعدم توثيق الأخبار، وصعوبة التحقق من صحتها، وسلامة مصادرها؛ قد أسهم في جعلها أداةً فاعلة في يد كل من يريد بث ونشر شائعة ما، في ظل صعوبة فرز الأخبار، وسيولة المعلومات، وسهولة تداولها، ومن ثمّ تصديقها والاعتقاد بصحتها، وبناء الأفكار والرؤى على أساسها.
وقد جاء في دراسة استطلاعية أجراها «مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني» حول «واقع الشائعات في المجتمع السعودي» أن الرأي العام يتأثر بالشائعات، حيث أكد عدد كبير من المشاركين بلغت نسبتهم 82.9% على أن الشائعة تسهم في التأثير على الرأي العام، وقد شملت الدراسة 1049 فردًا، يمثلون جميع مناطق المملكة، حيث يرى نحو 69.2% أن الشائعات واسعة الانتشار بين أفراد المجتمع، في حين يؤكد نحو 23.1% منهم أنها متوسطة الانتشار، ونحو 7.7% يرون أن انتشار الإشاعات بين أوساط المجتمع قليلة، كما أكد 50% من المشاركين، بأنهم حريصون على التأكد من المعلومات أو الأخبار التي تصل إليهم قبل تداولها والترويج لها، فيما تبيَّن أن 65% بأنهم لا ينقلون ما يصلهم من معلومات أو أخبار غير موثوقة إلى الآخرين دون الرجوع إلى المصدر، في حين اتضح أن 11% ينقلون الشائعات إلى الآخرين دون الرجوع إلى المصدر. فيما كشفت الدراسة عن تأثير الشائعات على وجهات نظر المجتمع نحو موضوع أو قضية أو شخص ما، فقد كانت إجابة أكثر من 50% من المشاركين في الدراسة عند سؤالهم: هل سبق أن غيرت وجهة نظرك نحو موضوع ما بسبب إشاعة، هي نعم.
ونحن في هذه المرحلة الحالية وما تعيشه بلادنا من أحداث، يحتِّم علينا عدم الانجرار خلف الشائعات التي يبثها أعداء الوطن، والوقوف بكل حزم ضدها، فإن من يطلقونها لهم أهدافهم فلا نعينهم على نشرها، فالمواطن أثبت دائمًا حبه لوطنه وقيادته، فيجب ألا ينساق خلف هذه الشائعات أو ينشرها بدون قصد أو عدم معرفة بما تحمله من مضامين، فلا بد أن يستشعر المواطن خطورة الشائعات وما تسببه في حالة نشرها، فالمجتمع يحتاج للكثير من الحرص والوعي لمواجهتها.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store