Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الجنة للسلام .. لا للقتل..

يقول المثل «الشر منا وفينا» وهذا ما حدث معي عندما شاهدت مقطع فيديو الشيخ المريض نفسياً الذي يهنئ أم عبدالرحمن بفقد ابنها والابتسامة تملأ وجهه وذلك الشاب اليافع المتجمد بجانبه المحاط جسمه النحيل بالمت

A A
يقول المثل «الشر منا وفينا» وهذا ما حدث معي عندما شاهدت مقطع فيديو الشيخ المريض نفسياً الذي يهنئ أم عبدالرحمن بفقد ابنها والابتسامة تملأ وجهه وذلك الشاب اليافع المتجمد بجانبه المحاط جسمه النحيل بالمتفجرات ويصف ذلك الشيخ الحوريات في الجنة لوالدته والنعيم الذي سيحل على عبدالرحمن بتفجير نفسه، تألمت بصوت عالٍ وتألمت في نفس الوقت لأن ذلك الشيخ لم يقدم ابنه قربانا لمرضه النفسي بل قدم عبدالرحمن الشاب الذي تنتظره أمه في طرف الحكاية!.
مثل هذا الشيخ هم من قادوا شبابنا للموت والحافز الأكبر في ذهنيتهم الجنس والحوريات، قادوا شبابنا لقتل الأبرياء والدمار للفوز بالجائزة الكبرى نساء وجنس في الجنة. !
أروي لكم الخبر ومعظم القراء وصلهم الفيديو عن طريق المواقع الاجتماعية، وهو عمل مرعب لا يعبر إلا عن رجل مريض يخبر أماً بموت ابنها عن طريق فيديو ويصور لها ابنها قبل موته وانفجار جسده..
ربما وأنا أكتب حروفي جاور عبدالرحمن ربه لكننا نحن الأمهات نحمل رزمة من المشاعر الأليمة وغصة بحجم السنين لأن عبدالرحمن ومن معه لديهم آمال وأحلام للحياة وليس للموت.
عندما لجأت للكتابة عن الفيديو تخندقت أمام نظرة ذلك المريض الذي لم يضحِّ بأولاده ولم نره يواسى أم أولاده بل يواسي أم عبدالرحمن الذي غرر بابنها، انتابني ضيق وخجل وسخط شديد.. تنفست نفساً عميقاً.... فكل هذه في مجملها ليست إلا أفعالاً وتصرفات أنانية وغير مسؤولة تأخذك إلى اليأس من أن ترى أي ضوء في نهاية النفق بل وحتى طرف أنفك من أناس ابتلوا بالشر وقست قلوبهم ، ومهما تُحصِّن ذاتك وأسرتك في مواجهة سمومهم وسموم غيرهم من هذه الفئة رغم قلِّتها إلا أنها قادرة على أن تجعل كل هذا العالم ينظر إلينا كقتلة وسفّاحين وكارهين للحياة، ولعل مثل هذا الفيديو المتداول سيبقى صورة حية لأكثر تشويه تاريخي مر به وجه المسلم الرحيم الطيب...
أسوق هذه الحادثة لأثبت لكم حقيقة انقياد أبنائنا وهم مخدرون بحافز الجنس «الحوريات» فقد سيطروا على عقولهم ثم قالوا لهم إن الدمار والقتل هو طريقكم الأكمل لمتعة الجنس والفوز بالحور العين، والسؤال الآن ألا يوجد حافز للجنة بكل ما فيها غير الانتحار والقتل والدمار؟!
بل إن السؤال المرعب هل التفجير وتفخيخ الأجساد هو الطريق الوحيد للجنة؟!.
تعالى الله من أن يجعل الجنة جائزة مشبوهة بالتخريب والدمار في الأرض !
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store