Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

المبادرة الأممية لليمن .. بداية لا نهاية

هناك غاضبون ، يمنيون وغيرهم ، من المبعوث الأممي الى اليمن ، إسماعيل ولد الشيخ ، بسبب مقترحاته المتعلقة بإحلال السلام في اليمن ، وناقمون على بريطانيا لأن ممثلها في الأمم المتحدة قدم مشروع قرار وزعه على

A A
هناك غاضبون ، يمنيون وغيرهم ، من المبعوث الأممي الى اليمن ، إسماعيل ولد الشيخ ، بسبب مقترحاته المتعلقة بإحلال السلام في اليمن ، وناقمون على بريطانيا لأن ممثلها في الأمم المتحدة قدم مشروع قرار وزعه على أعضاء مجلس الأمن يطالب استئناف المفاوضات على أساس خطة السلام الأخيرة التي قدمها ولد الشيخ . فهم يرفضون أي تسوية في اليمن ما لم تكن على أساس استسلام كامل للحوثي وانسحابه الى منطقته . وتقديم علي عبد الله صالح الى المحاكمة ، وإدخاله السجن .
هؤلاء الغاضبون الناقمون ،على حقٍ في تصورهم للحل الذي نتمناه جميعنا لليمن . أي بعودة الشرعية لبسط سلطتها على كافة الأراضي اليمنية ، وحرمان الحوثيين وصالح من تحقيق أي مكاسب من انقلابهم على الشرعية وجرهم البلاد الى محور إيراني والتسبب في تدمير جزء كبير من البلاد وقتل الآلاف من المواطنين اليمنيين خلال زحفهم من صعدة الى صنعاء حتى قصفهم لعدن ، وحصارهم الإجرامي لتعز ، والذي تواصل لوقت طويل ، وإدخالهم اليمن في أتون حرب أهلية لازالت تعيشها حتى اليوم .
الغاضبون ينسون أن ما يعرضه ولد الشيخ هو مقترحات قابلة للتنقيح والإضافة والتعديل ، وأن ما يتمنون تحقيقه على أرض اليمن يتمنى حدوثه خصومهم الحوثيون وصالح ، إلا أنه لم يتمكن أي من الطرفين الرئيسيين في الحرب الأهلية اليمنية من حسم عسكري لصالحه ، وتمكنت الشرعية من تحرير أجزاء واسعة من اليمن من قبضة المتمردين بينما بقى الحوثي وصالح في صنعاء ، وواصلوا حصار تعز ولذلك إما مواصلة إسالة دماء اليمنيين في معارك لا يتم حسمها ، أو البحث عن سلام . ولذا يأتي دور الأمم المتحدة في البحث عن حلول قد لا ترضي أياً من الطرفين المتقاتلين ولكنها تحاول تحقيق نوع من السلام والاستقرار للشعب اليمني تحت مظلة شرعية ، وقبول المتمردين الحوثيين وصالح للشرعية الدولية التي وقفت حتى الآن خلف الشرعية اليمنية التي يدعمها الخليجيون .
أحد ضحايا الحل المقترح أممياً هو نائب الرئيس علي محسن الأحمر ، الذي تقترح مبادرة ولد الشيخ أن يحل محله نائب رئيس توافقي ، إذ إن علي محسن محسوب على حزب الإصلاح اليمني ( الإخوان المسلمين ) ، والمطلوب شخص تقبل به أغلب الأطراف المتصارعة في اليمن ولا يمثل أحد الفصائل الحزبية . إلا أن الغضب الذي أثاره الإقتراح أتى بشكل رئيسي من جماعات لا تقر بأن يتعرض إصلاحي للإبعاد ، حتى أن أحد الكتاب السعوديين الغاضبين من مقترحات ولد الشيخ وصفها بأنها (( مؤامرة لا مشروع سلام )) ، وليس من الواضح ما اذا كان حديثه غضباً من كامل المقترحات أم غضباً لإبعاد علي محسن ، مطالباً رفض المملكة مبادرة الأمم المتحدة رغماً عن أنها ليست طرفاً في هذه المقترحات ، وداعياً الى أنه من (( الأفضل للمملكة أن تدخل حرباً في اليمن لعقد كامل تذود بها عن الجزيرة كلها ، ولا تقبل بسخف مثل هذا )) .
أعتقد أن مواقف الرافضين للمبادرة الأممية تؤثر فيها مبادئ أيدولوجية في حين أن المطلوب هو البحث عن حلول لمأساة اليمنيين شريطة تقليص احتمالات عودة اليمن الى وضع يكون لإيران دور فيه . وهذا دور المفاوضين والأجهزة التي ستقوم بتطبيق ما يتم الاتفاق عليه على أرض الواقع .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store