Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

خلاصة التفسير في كلام السفير

تَنَاقَلَت وَسَائِل الإعلَام والتَّواصُل الاجتمَاعي مَقطعاً؛ مدّته أَقَل مِن دَقيقَة، لسمو سَفير المَملكة -لَدى الولَايَات المُتَّحدة الأَمريكيّة- الأمير «عبدالله بن فيصل آل سعود»، يَردُّ فِيهِ عَلَى

A A
تَنَاقَلَت وَسَائِل الإعلَام والتَّواصُل الاجتمَاعي مَقطعاً؛ مدّته أَقَل مِن دَقيقَة، لسمو سَفير المَملكة -لَدى الولَايَات المُتَّحدة الأَمريكيّة- الأمير «عبدالله بن فيصل آل سعود»، يَردُّ فِيهِ عَلَى سُؤالٍ خَبيث لصَحفي أَمريكي؛ عَن الحَرب في اليَمن، بقَوله: سُؤالك هَذا يُشبه سُؤالي لَك: هل ستَتوقَّف عَن ضَرب زَوجَتك..؟!
ومِثل هَذا المَقطَع؛ يُمكن أَنْ يُؤخَذ كمَادَّة تُدرَّس في الإعلَام مِن نَاحيتين: النَّاحية الأُولَى هي: نَاحية الاجتزَاء والقَطْع والقَصّ، كمَن يَأمرك بتَرك الصَّلَاة قَائلاً لَك: (ولَا تَقربوا الصَّلَاة)، أمَّا النَّاحية الأُخرَى -وهي النَّاحية الأَهَم- فهي: انتزَاع الفِكْرَة الأسَاسيّة المَقصودة؛ وتَوجيههَا إلَى المَعنَى السَّيئ..!
وقَبل أَن نَدخل في تَشريح الخِطَاب نَقول: إنَّ كَلَام الصَّحفي لسموِّ السَّفير؛ يُشبه كَلَام مَن يَسألك في نَهار رَمضَان قَائِلاً: (هَل أَنتَ صَائِم، أَم مِثل العَام المَاضي؟)، وهَذا سُؤالٌ مُفخَّخ، بمَعنَى أنَّك إذَا قُلتَ: نَعم، فهَذا يَعني أنَّك لَم تَصُم العَام المَاضي، وإذَا قُلتَ: لَا، فأنتَ تَعتَرف بأنَّك لَستَ صَائِماً هَذا العَام..!
أمَّا مَقطع سمو السَّفير؛ الذي يُحَاول المُغرضون تَفسيره بشَكلٍ سَيئ، فقِصَّته حَدَثَت كالتَّالي: سَأل الصَّحفي الأَمريكي السَّفير السّعودي: هل ستُواصلون استخدَام القَنَابل العنقُوديّة في اليَمن؟.. والسُّؤال -كَمَا تَرون- فِيهِ اتِّهامٌ مُباشر باستخدَام سِلَاح مُحرَّم..!
Will you continue to use cluster weapnos in yemen?.
فرَدَّ عَليه السَّفير قَائلاً: هَذا يُشبه سُؤال: هَل ستَتوقَّف عَن ضَرب زَوجتك..؟!
This is like the question: Will you stop beating your wife?.
والمَقصود أَنَّ هَذا لَيس سُؤالاً، بَل هو اتِّهَام..لأنَّك لَو قُلتَ: نَعم سأَتوقَّف عَن ضَرب زَوجتي، اعتَرفتَ بأنَّك كُنتَ تَضربها، وإنْ قُلتَ: لَا لَن أَتوقَّف، فأنتَ مُصرٌّ عَلَى استمرَار الضَّرب.. وهَذا أَسلوبٌ شَائِع يَستَخدمه الأمريكَان، ويُسمّونه «اللوديد كويستشن» Loaded Question، لذَلك يُبَادر الأذكيَاء للإجَابَة عَن مِثل هَذا السُّؤال؛ بسُؤالٍ آخَر مِثل: (هَل ستَتوقَّف عَن ضَرب زَوجتك؟)، ليَفهم السَّائِل أَنَّ سُؤاله مُفخَّخ، حَيثُ تَحوَّل مِن سُؤالٍ إلى اتِّهَام، وهَذه الطَّريقَة شَائِعة في الثَّقَافَة الأَمريكيّة..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أَن نَقول: أَنتُم يَا أَهل التَّواصُل، ويَا كَائِنَات الوَاتس أب، لَا تَكونوا كالقَراطيس التي تَطير مَع الرِّيح، بَل تَأكَّدوا وافْهَموا، وإذَا صَعُب عَليكم الفَهم، فحَاولوا أَنْ تَفْهَموا مَثْنَى وثُلاث ورُباع..!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store