أصبحنا.. ولأمريكا رئيس جديد!!

مع إشراقة هذا الصباح، يكون الخبر الكبير قد طوى المسافات ووافق أو خالف التوقعات. إنه خبر نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي ستنبئنا عن الرئيس الجديد رجلا كان أو امرأة. التوقعات العامة أن هيلاري كلينتون ستكون الرئيس الخامس والأربعين للدولة العظمى في التاريخ الحديث.
لكن في المقابل تتقارب استطلاعات الرأي بصورة لم تكن مسبوقة إلاّ نادرا، فرجل الأعمال دونالد ترامب دأب منذ أسبوعين على كسب مزيد من الأصوات في استطلاعات الرأي مما قلّص الفارق إلى حد كبير.
ومع كل السوء المتوقع من ترامب، فلا يجدر بنا توقع كثيرا من الخير من السيدة كلينتون. الفارق الإيجابي هو الاستقرار والاستمرارية، بمعنى أن استمرار السياسة الخارجية الأمريكية البائسة خير من سياسة هوجاء لا يُعرف مداها ولا يمكن التكهن بحجم أضرارها، ليس لمنطقتنا العربية فحسب، وإنما على مستوى العالم.
ويصف الإعلامي الأمريكي فريد زكريا ترامب بأنه سرطان في جسد الديمقراطية الأمريكية. ومن الطريف أن ترامب أعلن صراحة تخوّفه من عمليات تزوير لمصلحة منافسته، وأنه لن يعلن قبوله بالنتيجة في حالة هزيمته كما هو المعتاد عقب إعلان النتائج في كل الولايات، أو معظمها بما يؤكد فوز أحد المرشحين.
ومن الطريف انقسام الناخبين في هذه الانتخابات، مع كل الفوضى التي سببتها تصريحات ترامب بخصوص النساء والأقليات (خاصة المسلمين) والمهاجرين الشرعيين منهم وغير الشرعيين. غريب هذا الزخم الذي يناله ترامب بالرغم أنه لم يترك (من الناحية النظرية) صديقا إلا وعاداه. وغريب أن لا تحظى هيلاري بأغلبية أصوات النساء، لا لكونها امرأة فحسب، بل لأن تاريخ ترامب مع النساء أسود وفاضح.
أما المهم لمعشر العرب، وعلى وجه التحديد المسلمين السنة منهم، فهو ألا انفراجا يُتوقع نحوهم، وإنما مزيدا من التضييق والمعاداة، وأحسنهم من ينطبق بحقه الوصف الرباني (يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم).
لم يعد للعداوة فرصة للتراجع، ولا لشيء من الإنصاف خانة أو مكانة. ولذا لا يجب الركون إلى أمانٍ جميلة ولا إلى أحلام بعيدة! المطلوب عمل جاد ووحدة صادقة وبنيان مرصوص.