Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

القراءة كعادة من أسباب السعادة

كَان النَّاس يَعتقدون في السَّابِق؛ أَنَّ القِرَاءَةَ للإطّلاعِ والمَعرفَة، واكتسَاب المَعلُومَات، وتَوسيع العقُول والإدرَاكَات، ثُمَّ تَطوَّر العِلم وتَجاوز ذَلك، واكتَشَف الأطبَّاء أَنَّ القِرَاء

A A

كَان النَّاس يَعتقدون في السَّابِق؛ أَنَّ القِرَاءَةَ للإطّلاعِ والمَعرفَة، واكتسَاب المَعلُومَات، وتَوسيع العقُول والإدرَاكَات، ثُمَّ تَطوَّر العِلم وتَجاوز ذَلك، واكتَشَف الأطبَّاء أَنَّ القِرَاءَة تَصلح كعِلَاج، وقَد كَتبتُ أَكثَر مِن مَقال حَول العِلاج بالقِرَاءَة، والعِلَاج بالشِّعر..!
ومُؤخَّرًا، اكتَشَف العُلمَاء أَنَّ القِرَاءَةَ سَببٌ مِن أسبَاب السَّعَادَة، وللأمَانَة فقَبل أَنْ يَكتشفوا هَذا الاكتِشَاف؛ تَوصَّل إليهِ «العرفج» بالفِطرَة، حَيثُ كَانت القِرَاءة -مُنذ الطّفولَة- أَهمّ سَبَب للسَّعَادَة عِندي ومَازَالت، فإذَا كَانت «أم كلثوم» تَقول مِن خِلال رُبَاعيّات الخَيّام-:
مَا أضْيَعَ اليومَ الذي مَرَّ بِي
مِن غَير أَنْ أهْوَى وأَنْ أعْشَقا!
فأنَا إذَا مَرّ عَليَّ يَومٌ لَم أَقرَأ فِيهِ، أُردِّد البَيت بشَكلٍ مُختَلف، قَائلاً:
مَا أَتْعَسَ اليَومَ الذي مَرَّ بِي
مِن غَير أَنْ أَقرَأ وأَنْ أَعْرفَ!
أَكثَر مِن ذَلك، يُؤكِّد الدكتور «ساجد العبدلي» في كِتَابه: «اقرأ»، أنَّ البَحث عَن السَّعَادَة؛ هو أوّل هَدف مِن الأهدَاف الرَّئيسة للقِرَاءَة، حَيثُ يَقول: (الهَدَف الأوّل مِن القِرَاءَة؛ هو الرَّغبَة في الاستمتَاع، والحصُول عَلى الثَّقَافَةِ العَامَّة، وكَذَلك الحصُول عَلى الرَّاحَةِ النَّفسيّة، مِن خِلَال قِرَاءَة المجلَّات والرّوايَات ومَا شَابهها، حَيثُ تُشير بَعض الدِّرَاسَات؛ إلَى أَنَّ 70% مِن النَّاس تَتّجه للقِرَاءَة لأَجل هَذا الهَدف؛ بصورَةٍ أَسَاسيّة)!.
وإنْ نَسيتُ؛ فلَن أَنسَى تِلك العِبَارَة التي صَاغها -قَديمًا- العَالِم الفَلكي والكِيميَائي الإنجلِيزي «جون هرشل» في سَنة 1850، حِين جَعَل القِرَاءَة سَببًا مِن أسبَاب السَّعَادَة، فقَال: (إنَّ مَن تَيسَّرت لَه أسبَاب القِرَاءة، يَصيرُ ولاشكَّ سَعيدًا، لأنَّه يَقطف مِن حَدَائِق العَالَم، وتَتجلَّى أَمَام عَينيهِ أَحوَال الأُمَم المَاضية، ويَكون كَمَن عَاش مَع أفضَل أَفرَادها، وكَأنَّما خُلِقت الدُّنيَا لَه)..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أَنْ أَبصُم -لَيس بالعَشَرَة، وإنَّما بأصَابع اليَدين والقَدمين- وأَقول: (تَعيسٌ تَعيسٌ تَعيس مَن لَا يَقرأ، لأنَّه مَحروم مِن طَعَامِ المَعرفَة، وزَاد الفِكر، ومَشروب الثَّقَافَة، ولقَد صَدق أَهلنا في الغَرب حِين قَالوا في أَمثَالهم: (إذَا أَردتَ أَنْ تُسْعِد إنسَاناً، فحَبِّب إليهِ القِرَاءَة)!!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store