Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ترامب رئيسا: عسى أن يكون خيرا؟

وفاز رجل الأعمال ومرشح حزب الأفيال على مرشحة حزب الحمار، محطِّماً كل استطلاعات الرأي، وتوقُّعات «المتفائلين» بهزيمة ساحقة لترامب مع ضربة قاضية.

A A
وفاز رجل الأعمال ومرشح حزب الأفيال على مرشحة حزب الحمار، محطِّماً كل استطلاعات الرأي، وتوقُّعات «المتفائلين» بهزيمة ساحقة لترامب مع ضربة قاضية.
وبعد قرابة 70 يوماً سيطأ دونالد ترامب بقدمه الغليظة وكرشه البارز ولسانه الحارق أعتاب البيت الأبيض متسيِّدا عالما جديدا يختلف تماما عن عالم الثرثرة الذي غاص فيه قرابة عام كامل من المنافسة الشرسة والمعارضة الشديدة لترشحه عن حزبه بصفته كارثة ماحقة لسمعة الحزب ومكانته وتاريخه ومستقبله. العالم الذي سيشاهده ترامب من المكتب البيضاوي مختلف تماماً عن العالم الذي أعلن مواجهته من مكتبه الانتخابي. شتّان بين الاثنين، وفرق كبير بين العالمين.
لقد نجحت سياسة ترامب المبنية على إثارة الخوف والفزع من كل ما يحسبه طارئاً على المجتمع الأمريكي في اجتذاب الناخب الأمريكي الأبيض تحديدا، فقد صوّت قرابة 70% من البيض لصالح ترامب، في حين صوّت قرابة 90% من السود لكلينتون، كما صوّت لها 65% من ذوي الأصول اللاتينية وكذلك النسبة نفسها من ذوي الأصول الآسيوية. والعجيب أن 53% من الناخبات الشقراوات صوّتن لصالح ترامب، و43% لصالح كلينتون، أي أن بنات جنسها ولونها وعرقها خذلنها أشد ما خذلان. وفي المقابل صوّت 94% من النساء السود لصالح السيدة البيضاء كلينتون.
ولعّل القارئ بين السطور يشتم رائحة عنصرية تتقلب بين الصدور، فالبيض عموما يحتمون بترامب، ويرون فيه حاميا ونصيرا من بطش الملوّنين خاصة عقب حوادث القتل الذي تعرض لها بعض رجال الأمن البيض رداً على حوادث مماثلة كان ضحيتها سود أبرياء.
ولعلّنا لا ننتظر طويلا، قبل أن تنشغل الولايات المتحدة برئاسة ترامب بمشكلاتها العنصرية الداخلية، فلربما كان ذلك من مكر الله بدولة لا همّ لها اليوم إلاّ إثارة النزاعات نفسها في المنطقة العربية، بل ودعمها بشدة ومكر وخبث يبلغ حدّ التخطيط للانقلابات العسكرية ودعمها كما كان الحال في تركيا في يوليو الذي مضى لولا لطف الله وعنايته.
وما أدرانا فلعلَّ مسلسل محاولات الانفصال عن الاتحاد الكبير تبدأ قريباً منطلقة من الولايات التي يغلب عليها العنصر الآخر غير الأبيض.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store