Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الثرى والثريا..!!

حاكمان يُمثِّلان صورتان للحُكم في بعض مناطق من العالم اليوم، تُبيِّن الفرق بين حاكمٍ.. وحاكم، وبين مفهوم الحكم أو ما أُسميه بـ(مقياس الحكم) بين الدول:

A A
حاكمان يُمثِّلان صورتان للحُكم في بعض مناطق من العالم اليوم، تُبيِّن الفرق بين حاكمٍ.. وحاكم، وبين مفهوم الحكم أو ما أُسميه بـ(مقياس الحكم) بين الدول:
• الأول ترك الحكم طوعاً بعد 22 عاماً؛ حقَّق فيها لشعبه إنجازاً ضخماً، كان يمكن أن يكون جواز مرور له، أو شهادة «حُسن حُكم وأداء»، تُؤهِّله للبقاء لعدد أكبر من السنين.
• والآخر ترك الحُكم خُلعاً بعد أكثر من 30 عاماً.. حقَّق فيها لشعبه الخيبة الكُبري، وطالبه شعبه بالرحيل.. فرحل.
****
• الأول هو رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد، الذي استطاع خلال فترة حُكمه أن ينقل بلاده من الفقر والفاقة، ويضعها في مصاف دول العالم المتقدم.
• والثاني هو محمد حسني مبارك، الذي نقل بلاده من حالة لا بأس بها، إلى حالة كلها بأساَ وفقراً. ولعلَّها صُدفة أن مبارك ومهاتير محمد تولّوا الحكم في نفس العام 1981، ولكن عندما يُذكر اسميهما، يُذكر الأول كنموذج للنجاح والتقدم، ويدمغ الثاني بالفشل والفساد.
****
عندما اعتزل مهاتير محمد الحُكم، كتب الأستاذ عبدالحليم قنديل قائلاً:
«مهاتير محمد رحل باختياره في مشهدٍ مهيب، مهاتير العظيم قال: «لقد انتهى وقتي»، انتهى «الوقت الأعظم» في ملحمة الإعجاز الماليزي، فمتى ينتهي «الوقت الأسوأ» في دورة الخراب المصري؟!».
وكان سؤال لم تتحقَّق إجابته إلا بعد ما يٌقارب العقد من الزمان مع ثورة يناير 2011، التي أطاحت بحُكم مبارك.. لكن لم ينتهِ حتى اليوم «الوقت الأسوأ»، حيث لازالت مصر تُعاني من تداعيات حُكم اغتنى فيه الرئيس، وافتقر فيه الشعب!!
#نافذة:
الفرق بين مهاتير محمد وحسنى مبارك هو أن الأول آمن بقدرات شعبه فقاده إلى الأفضل، أما الثاني فلم يحترم شعبه، ولم يُؤمن بقدراته فقاده إلى الأسوا.
الأول مؤسس ماليزيا الجديدة، والثاني ترك مصر على الحديدة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store