Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

محاولة تفجير الجوهرة: أسئلة أكثر من سطحية

محاولة التفجير الهائلة الفاشلة التي استهدفت ملعب الجوهرة المشعة في شمال جدة أصابتني بالرعب الشديد كما أصابت غيري. وكان السؤال الحاضر بقوة: ماذا لو تم الانفجار!

A A

محاولة التفجير الهائلة الفاشلة التي استهدفت ملعب الجوهرة المشعة في شمال جدة أصابتني بالرعب الشديد كما أصابت غيري. وكان السؤال الحاضر بقوة: ماذا لو تم الانفجار! وحدث ما نخشاه جميعاً، وكانت المحصلة عشرات أو مئات الضحايا بين قتيل وجريح؟!!
الحمد لله أولاً على توفيقه وفضله إذ يسَّر لرجال الأمن العاملين في صمت اكتشاف وإحباط هذه الجريمة البشعة بكل مقياس. ليس غريباً استهداف ملعب لكرة القدم بعد أن تم استهداف بيوت الله التي تضم الساجدين والراكعين، ومنها مسجد المصطفى عليه الصلاة والسلام في نهاية رمضان المنصرم.
تقول وزارة الداخلية: إن في السيارة المفخخة 400 كيلوغرام من المتفجرات تكفي لتدمير نصف مساحة الملعب الكبير الجميل. وقالت الوزارة: إن تنظيم «داعش» نجح في توظيف أجانب من جنسيات مختلفة لأداء المهام القذرة.
لكن لماذا هذا التوجُّه الداعشي الجديد نحو المملكة، وداعش عمرها عدد سنين؟ هل اكتشفت قيادة «داعش» فجأة أن بلادنا جديرة بموجة تفجيرات لم تستحقها من قبل؟ أليس في ذلك شيء من التسطيح؟.
أليس من الحكمة الذهاب أبعد من ذلك؟ ألا يقتضي المنطق ربط هذه المستجدات بأولئك الذين يقفون خلف «داعش» أياً كانوا، دولاً ومنظمات، أفراداً وعصابات؟! لا خلاف أن المنفذين مجرد أدوات، هم كالأنعام لا تعقل بل هم أضل سبيلاً. وكذلك قيادات «داعش» ليسوا أحسن حالاً، فهم في النهاية وسطاء بين المنفذين الأجراء، وبين العقول التي تدير الكوارث في الخفاء. هذه العقول في نظري أكبر من نظام دموي متخلف معزول في دمشق، أو عمائم سوداء وبيضاء تقبع في ركن قصي في قم أو النجف أو حتى طهران التي هي بيت عامر من بيوت الشيطان.
الأمر أخطر من كل أولئك، فانتبهوا يا أولي الأبصار، والعارفين بكثير من الأسرار! إنها حرب ضروس يديرها أعداء كبار من خلف ستار.
وأحسب أنه لن يمضي وقت طويل حتى تعرض دور السينما الكبيرة أفلاماً مثيرة تحكي قصصاً خطيرة حدثت في بلاد بعيدة لمحاولات إسقاط أنظمة أبت أن تكون تابعة ذليلة، ومن أمثلتها تركيا الشقيقة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store