كيف نساويكم بمن علمكم؟!

* (المعلمون والمعلمات) يعيشون هذه الأيام حالة من الترقُّب والخوف انتابتهم في انتظارهم للتوصيات التي ستخرج بها (اللجنة) التي كُلِّفت بِدراسة مخصصات القطاع التعليمي.
* فقد أعقب خبر تشكيل (تلك اللجنة) أطروحات قلقة تناقلتها بعض وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الحديثة، تحدثت عن زيادة العمر قبل نهاية الخدمة، وعن تحويل جزء من الراتب كطبيعة عمل أو بدل يسقط من المعاش التقاعدي؛ تلك الأخبار أو الشائعات دَعَت (بعض المعلمين والمعلمات) الأكثر قلقاً إلى أنْ يُسارعوا في الهروب صَوب محطة التقاعد المبكر.
* وهنا مِن المُسَلّمات التي تؤمن بها المجتمعات كافّة رسالة (المُعَلِّم) العظيمة وأحقيته بالمكانة التي يستحقها باعتباره صَانع الأجيال، والمساهم الأبرز في التنمية المستدامة.
و(معلمونا ومعلماتنا) يبذلون جهوداً كبيرة في تحقيق رسالتهم النبيلة، في ظِلِّ ضعف إمكانات بعض المدارس، ومع تلك المتغيرات الخطيرة في سلوك الناشئة الذي قادت طائفة منهم لممارسة العنف داخل المدرسة وفي محيطها.
* وبناء على تلك المعطيات واستجابة للمستجدات، وسعياً للحَقّ أجزم أن (الدولة) التي تستشرف المستقبل برؤية 2030م، التي أساسها الاستثمار في البشر، ولاشك اللبنة الأولى في ذاك الاستثمار الناجح هي (التعليم)؛ ستحرص على (إعطائه) ما يستحق، بل ستُعزِّز من دعمه معنوياً ومادياً.
* وفي هذا الميدان أقترح (حملة وطنية) تُسْتثمر فيها مختلف المنابر الإعلامية والتوعويّة للرفع من شأن مُربِّي الأجيال، والتأكيد على (مكانته في المجتمع)، مع فرض قوانين وعقوبات تضمن له (الحماية).
* وفي الجانب المالي أعتقد أن وزارة التعليم لن تبخل على (المعلمين والمعلمات)، ولن تبخسهم حقهم بل ستزيدهم؛ لأنها تعرف تفانيهم وعطاءاتهم، ولأنها تَعِي جيّداً بأن (المدرسين والمدرسات) في الدول المتقدمة يحظون برواتب وميزات كبيرة؛ فهذه رئيسة وزراء ألمانيا (أنجيلا ميركل)؛ عندما طالب (القُضَاةُ) بمساواتهم بمرتبات المعلمين العالية؛ أجابتهم: (كَيْفَ نُساويكم بِمَن عَلّمَكُم؟!).
* أخيرا يا معاشِر مَن علّمتمونا، واليوم تجتهدون في تعليم أبنائنا وبناتنا، أبشروا بالخير ولا تتشاءموا، ولعل وزارة التعليم تبادر في كشف الحقائق، لتقضي على مسيرة تلك الشائعات.