Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

المسؤولون القدوة واقتداء الأجيال

كتبت بمقالات سابقة عن الحذر كل الحذر من أن يستغل مسؤول منصبه أو نفوذه في الثراء أو في توظيف مصالحه واليوم أبتدئ مما انتهيت اليه من الحديث عن أهمية ان يكون المسؤول قدوة يحتذى بها ،فلو وضعنا مثالاً بسيط

A A
كتبت بمقالات سابقة عن الحذر كل الحذر من أن يستغل مسؤول منصبه أو نفوذه في الثراء أو في توظيف مصالحه واليوم أبتدئ مما انتهيت اليه من الحديث عن أهمية ان يكون المسؤول قدوة يحتذى بها ،فلو وضعنا مثالاً بسيطاً فإذا كان هنالك مسؤول يتولى منصباً ما لا يداوم في وقته ويمارس السلطة على موظفيه في غير مكانها والتعالي مع الآخرين ويشيع أجواء من تقديم الأقارب وذوي المسؤولين على الآخرين من عامة الناس فإن الموظفين الذين يعملون معه سيتأثرون بهذا المنهج المدمر في العمل وينعكس بطبيعة الحال سلباً على حياتهم الأخرى وفي تعاملاتهم مع الآخرين .وطني يزخر بالعديد من القامات الكبيرة بعضهم لا يزال في منصبه وبعضهم تقاعد وآخرون انتقلوا الى رحمة الله والنماذج متعددة ولا أريد ضرب أمثلة فأنسى أحدهم لانهم يستحقون الثناء فقد كانوا مثالاً للعمل والتضحية والفداء ومثلوا نماذج وطنية مشرفة وأيضاً قدوة لأجيال جاءت من بعدهم وقد نقلوا إرثهم الشخصي من العمل والمعاملة الى موظفيهم والى الآخرين الذين تمنوا أن يقتدوا بجزء من صفاتهم.. وجدير بمن جاءوا من بعدهم أن يمثلوا هم أيضاً نماذج أخرى وأجيالاً جديدة واعدة ،لذا فإني أرى أن وصول أي مسؤول الى أن يكون قدوة من أهم انجازات ومخرجات هذا الوطن الحافل بإنجاب المميزين والمبدعين وهنالك آخرون للأسف قد كانوا عكس ذلك ومثلوا اتجاهات سلبية في العمل مما جعل آخرين من أصحاب العقول الفارغة يسيرون على خطاهم وهي خطى متزحزحة عن طريق الحق وغير ثابتة على درب النجاح لأنه لا يصح إلا الصحيح .
لدينا مئات الآلاف من الأجيال القادمة تحمل هماً وطنياً وأمنيات إنسانية ومهنية تسير في دروب العمل والحياة والتي لا تخلو من العراقيل ومن المعوقات وتحتاج صبراً وكدحاً وتعباً حتى يصل الانسان لشاطىء النجاح بدوافع متكاملة من الفلاح ينشد معها الخير له ولمجتمعه ،لذلك فان مفهوم القدوة أمر هام جداً كي ننتج أجيالاً مبدعة تضيء دروبها بالعمل والإنتاج بعيداً عن النظر الى نجاحات الآخرين موقف المتفرجين .
لذا فإن المسؤولية على المسؤولين ممن أنيط بهم مهام متعددة ومناصب يحمل الواحد منهم من خلالها اسم الوطن ومهمة الأمانة والتي يندرج منها مفهوم القدوة الحسنة سواء في كل الأعمال المناطة به والتي تعكس المحك الأساسي لفكر وأمانة ودافعية وحرص ونزاهة صاحب المنصب وأيضاً الحرص على تصرفاته وتعاملاته مع الآخرين فالدين المعاملة فالمسؤول شخص قيادي ليس في منصبه وإنما في عمله وأثره وتصرفه وسلوكه .وأتمنى أن يضع كل مسؤول نصب عينيه أهمية المسؤولية الملقاة على عاتقة وأن يقتدي بمن سبقه من الأخيار ومن المؤثرين أصحاب البصمات الخالدة في العمل والتعامل وليعي أن هنالك أجيالاً جديدة وقادمة ستقرأ ذات يوم سيرته وتحدد الاقتداء بسيرته .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store